لم ترق الليلة الرابعة للمهرجان الدولي للجاز إلى مستوى الليالي الثلاث الأولى التي سبقتها، حيث ترك أغلب الحضور القاعة وغادروها إلى الساحة في جزئها الأول الذي وقعه الفرنسي مارك دوكري، وعادوا إليها مع انطلاق جزئها الثاني المقدم من قبل فرقة ''كالتيك طاليس''. ورغم أن الفنان الفرنسي العصامي، مارك دوكري، قدم أول أمس كل ما تحمله جعبته الفنية من أغان، أمام جمهور قاعة جمال شندرلي بقصر الثقافة مالك حداد، إلا أن الأخير لم يستسغ فنه التجريدي، حيث كانت لمداعباته العنيفة لأوتار فيثاره وقعا موسيقيا خاصا، استغرب له الجمهور، وكانت ردة فعلهم بترك مقاعدهم، وهو ما اعتبره القائمون على المهرجان أمرا عاديا، مبرّرين ذلك بالقول ''جمهور الغرب أيضا لم يستسغ بعد هذه الطريقة في العزف، ويتطلب الأمر وقتا كي يتعوّدوا عليه''. وأمتعت فرقة ''كالتيك طاليس'' التي قدمت الجزء الثاني من السهرة الجمهور، فمنحته وقتا تنفس فيه عبق موسيقى الجاز روك/سلتيك، فوقعوه باحترافية، وزادها جمالا آلة نفخية من التراث تشبه الآلات الإيرلندية التي أحسن العازف رونان لي بارس استعمالها، وتمكن رفقة باقي أعضاء الفرقة من صنع موسيقى عصرية، وسمتها خفة العزف الممتع لصاحب الفيثارة جيورم باراد. وخرج الجمهور في نهاية الحفل راضيا، بعد المقاطع الخفيفة والفريدة من نوعها التي أداها أعضاء ''كالتيك طاليس''، من خلال تناسق آلة التشيلو، الأورغ، الطبل الغربي، الفيثارة والمزمار الإيرلندي.