لعلع صوت الايطالية أندريا سيليت، بقاعة جمال شندرلي بقصر الثقافة مالك حداد ، في ثاني ليلة من مهرجان الجاز الدولي، وهي تؤدي ''الجاز الصوتي'' بطريقة ملائكية، حلقت بالجمهور بعيدا، خاصة أنه لم يكن بعد قد استفاق من وقع كعب أحذية أعضاء فرقة ''كارتيسانس'' الذين برعوا في أداء ''الفلامنكو الملكي'' الممزوج بالتحرر الفياض للجاز، رقصا وغناء. وانطلقت السهرة بالأهازيج والتصفيق الحار من قبل الجمهور الذي غصت به قاعة جمال شندرلي بقصر الثقافة مالك حداد، بقسنطينة، وهو العارف مسبقا بأن الأسماء التي ستمر على الركح أسماء كبيرة في عالم الجاز المعاصر، وظل رافعا صورا لفرقة ''كارتيسانس'' وللفنانة أندريا سيليست، طيلة السهرة، وكله أمل في الحصول على توقيع خاص. ولم تبخل فرقة ''الكارتيسانس'' على الجمهور بأدائها لأبرز ما حمله في جعبتها طيلة 20 سنة من العطاء الفني، خاصة تلك التي أداها عازف القيثارة آلان ريشو، وقارع الطبل ديديي دال أغيلا، على غرار ''البنت الصغيرة للأوراق الميتة''. وما زاد من روعة العرض، هي تلك الرقصات المتناسقة للراقصة والقارعة صبرينا روميو، التي تناسقت خطواتها مع أنغام القيثارة التي حاكى أوتارها ريشو، والناي الذي حمله دومينغو باتريسيو، حيث هتف الجمهور للمجموعة طويلا. وكانت لإطلالة الفنانة الإيطالية أندريا سيليست بفستانها الأسود الأنيق، وصوتها المتميّز، تأثيرا كبيرا على الجمهور، الذي ظل إلى قرابة منتصف الليل يستمتع بأروع ما لديها من أغاني، تحملها وإياها منذ الحادية عشر من عمرها، موقعة إياه بالمزج بين الجاز، البوب والسول على غرار ''قوة حبنا''، ''أنا لا أريد ألعب هذه اللعبة''، و''انعكاسي''. الطريقة التي أدت بها الفنانة أندريا سيليست أغانيها، جعلت الجمهور يتأكد مما أجمع عليه المختصون من قبل، من كونها تلم بصفات عدد من الفنانات العالميات أمثال مغنية السول والجاز الأمريكية ''أنيتا باكر''، مغنية الجاز الكندية ديانا كرال، وإيفا كاسيدي الأمريكية.