كشف المخرج الفرنسي فرانسوا ديميرلياك، من خلال فيلمه الوثائقي ''موريس أودان.. الإختفاء''، أن المناضل الشيوعي موريس أودان قُتل أثناء تعذيبه من قبل المضليين الفرنسيين، مفنّدا الرواية الرسمية الفرنسية التي روّجت لفكرة اختفائه بعد أن تمكّن من الفرار أثناء نقله من مركز التعذيب بالأبيار، إلى مكان آخر بالقرب من ''فري فالون''. عاد فرنسوا ديميرلياك في فيلمه الوثائقي ''موريس أودان..الإختفاء''، إلى تفاصيل إلقاء القبض على موريس أودان المتعاطف مع الثورة الجزائرية، منذ أن ألقي عليه القبض يوم 12 جوان 1957 إلى غاية سنة 2001، حينما أقدمت زوجته جوزيت أودان على بعث رسالة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تدعوه لكشف تفاصيل اغتيال زوجها من قبل الجيش الفرنسي سنة 1957، وإدراج الجريمة ضمن ما أسمته ''جريمة ضد الإنسانية''. وجاء الوثائقي الذي عُرض، أول أمس، بقاعة ''السينماتيك'' بالجزائر العاصمة، مليئا بالتفاصيل التي تكشف زيف الرواية الفرنسية، فعاد إلى طبيعة النظام الاستعماري الذي وصفه كل من الصحفي هنري علاق، والمجاهدين جودي عتومي، وعبد المجيد عزي، بالعنصري، معتبرين نضال أودان ضمن صفوف الحزب الشيوعي الجزائري جاء من قناعاته، بأن غياب العدالة عن النظام الاستعماري، هو الذي دفعه للوقوف إلى صف الجزائريين في نضالهم ضد الاستعمار، فأُلقي عليه القبض وهو بصدد التحضير لمناقشة رسالة دكتوراه في الرياضيات بجامعة الجزائر، وكان عمره آنذاك خمسة وعشرون عاما. وقدّم هنري علاق شهادته بخصوص ظروف اعتقاله، مؤكدا أنه التقى بأودان بمركز التعذيب بالأبيار، فأصر له أن ''المعاملة كانت قاسية''. كما قدّم الأستاذ بيار فيدال- ناكي شهادته بشأن ظروف تأسيس لجنة ''أودان''، لتقصّي الحقائق ومعرفة الظروف الحقيقية لاختفاء أودان. وعاد وزير العدل الأسبق بيار بادينتر إلى ظروف المحاكمة التي أفضت سنة 1967 إلى الاعتراف بالقتل، بينما اعترف جنود فرنسيون سابقون بأن التعذيب اتّخذ طابعا مؤسساتيا. وكشفت جوزيت أودان أن زوجها عُذّب من قبل مضليي الجنرال ماسو، الذين خوّلت لهم مهام الحفاظ على الأمن في الجزائر، وأوضحت أن النقيب شاربونيي والرقيب دوفيس هما اللذان عذّبا وقتلا زوجها. ليكشف ديميرلياك أن شاربونيي ارتقى في السلم العسكري، وتقاعد برتبة عقيد مع وسام جوقة الشرف، وهو أعلى وسام الدولة الفرنسية.