عرض مساء أمس بباريس فيلم ''الاختفاء'' للمخرج الفرنسي الشهير ''فرانسوا ديمورلياك'' الذي يحاول من خلال هذا العمل فك لغز اغتيال صديق الثورة الجزائرية وأحد نشطاء الحزب الشيوعي الجزائري الذي ظل غامضا لأكثر من 52 سنة. ويصور الفيلم مختلف المحطات البارز في حياة المناضل الراحل انطلاقا من تدريسه لمادة الرياضيات بجامعة الجزائر وهو لا يتعدى سن الخامسة والعشرين، وصولا إلى اختطافه من طرف المخابرات الفرنسية وعصابة ''الجنرال بيجار'' في جوان ,.1958 . وكيف تم احتجازه في معتقل سري وتعذيبه وعدم ظهور جثته إلى الآن، في حين كان آخر من شاهده الكاتب الفرنسي الشهير ''هنري علاق''. وفي السياق ذاته، يطرح الفيلم الوثائقي ''الاختفاء'' العديد من الفرضيات المتعلقة بطريقة اغتيال ''موريس أودان'' ومكان تواجد جثته، وذلك بالاعتماد على شهادات من عرفوا الراحل، ليخلص في الأخير إلى أنه توفي تحت التعذيب، ويظهر كيف قامت المخابرات الفرنسية بإخفاء جثته كونه فرنسي، وكيف أن التحقيقات التي باشرت فيها فرنسا حول القضية لم تفض إلى نتيجة كون بعض الأطراف التي تحن للماضي الاستعماري تخاف من اكتشاف ''فضيحة'' أن المخابرات الفرنسية قتله لأنه ساند الثورة الجزائرية. ويستعرض الفيلم رحلة أرملة ''موريس أودان'' رفقة أبنائها الثلاثة في بحثها عن حقيقة اغتيال زوجها ومكان تواجد جثته، فرغم مرور أزيد من نصف قرن على اغتياله، لاتزال العائلة تنتظر أي معلومة عن حقيقة ماجرى ل''موريس''، في الوقت الذي يستمر فيه ''صمت'' بعض المثقفين والمؤرخين ممن عرفوا الراحل حول القضية. من ناحية أخرى، لاتزال القضية اللغز تثير الجدل في الساحة الفرنسية والجزائرية، فعلى مدار السنوات والعقود التي تلت لغز اختفاء ''موريس أودان''، كانت هناك العديد من الأصوات المثقفة الفرنسية التي نادت بإماطة اللثام عن ''المسكوت عنه'' خدمة للحقيقة ولعائلة ''أودان''. وفي رسالتها الأخيرة المفتوحة للرئيس الفرنسي ''نيكولا ساركوزي''، قالت زوجة ''موريس أودان'' التي مازالت تقاضي الدولة الفرنسية وتطالب بالحقيقة وتعمل مع المحامية المناضلة ''نيكول دريفيس''، وهي إحدى محاميات جبهة التحرير خلال الثورة، إنها لا تطالب بمحاكمة الذين عذبوا زوجها وإنما بالاعتراف بالوقائع كما هي، كما رفضت ابنته السيدة ''ميشيل أودان'' قبول أي تكريم من السلطات الفرنسية قبل أن يتم الكشف عن حقيقة المصير الذي لاقاه والدها بعد شهر واحد من ميلادها عام .1957