لجأت عصابات مغربية متنافسة للسيطرة على طريق المخدرات بين المغرب ومصر للوشاية، بإبلاغ الأمن الجزائري بمواعيد استلام وتسليم شحنات الكيف المغربي في بعض المناطق الحدودية. وشهدت منطقة ''بوزطوط'' على الحدود بين مالي وموريتانيا معركة بين عصابتي تهريب انتهت بمقتل 3 مهربين وإصابة 8 آخرين بجروح. أحصت مصالح الأمن المتابعة لنشاط عصابات تهريب المخدرات الدولية من المغرب ومن أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط عبر الصحراء الجزائرية ودول الساحل، 10 عصابات مغربية وكولومبية وموريتانية وإسبانية وجزائرية، تتقاتل فيما بينها للسيطرة على طريق تهريب المخدرات والكيف المغربي والكوكايين الكولومبي من موريتانيا ومالي والمملكة المغربية باتجاه مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة والخليج العربي. وكشف مصدر أمني رفيع بأن أهم عمليتي ضبط للمخدرات المهربة في ولاية بشار سنة 2011 تمت بفضل معلومات قدمها أعضاء في عصابات مغربية متنافسة تريد السيطرة على طريق تهريب المخدرات الصحراوي عبر الجنوب الجزائري وموريتانيا ومالي والنيجر والتشاد وليبيا. وأكد مصدرنا أن عناصر من عصابات مغربية معروفة لدى الأمن المغربي يقدمون باستمرار معلومات بعضها صحيح وبعضها الآخر كاذب لأجهزة الأمن والاستعلامات العسكرية الجزائرية، من أجل تدمير العصابات المنافسة. وتتعامل أجهزة الأمن المكلفة بمكافحة تهريب المخدرات مع كل معلومة يقدمها أفراد العصابات بالهاتف أو عبر وسيط بكل حذر، حيث يكون هدف بعض المعلومات التي يقدمها رجال العصابات عبر وسطاء معروفين في الصحراء هو تضليل الدرك والجيش الجزائريين. فقد تقدم معلومة حول تسلل شحنة مخدرات وزنها 200 كلغ في منطقة ما، ويقوم المهربون في نفس الوقت بنقل 2 طن عبر منفذ آخر وتكون الكمية البسيطة المحجوزة مجرد طعم لأجهزة الأمن. وفرضت قوات الجيش، منذ 5 سنوات، في مواجهة تكتيكات مهربي المخدرات، طوقا أمنيا مشددا لمراقبة المنافذ الصحراوية الأهم التي يمر عبرها مهربو المخدرات من داخل المملكة المغربية، وهي ممرات ''تاوز'' و''زيز'' و''واد الدراع'' والأراضي الجزائرية ذات الطبيعة الوعرة المتاخمة لجبال باني المغربية الحدودية، ومناطق بوعينان وتابلبالا البعيدة نسبيا عن الحدود المغربية. وكشف مصدرنا أن الصراع وتصفية الحسابات بين العصابات المغربية والجزائرية والموريتانية لا يتوقف فقط عند الوشاية، بل يصل حد الاقتتال كما حدث في العام 2006 بين عصابتين الأولى من منطقة الزويرات الموريتانية والثانية مغربية، حيث تدخل الجيش الموريتاني في حينها لفك اشتباك بين مسلحين من العصابتين وأوقف 7عناصر مسلحين، بعد أن أسفرت الاشتباكات عن مقتل شخصين وجرح 3 آخرين في منطقة الشقة الحدودية داخل موريتانيا. وقبل أقل من شهر انتهت معركة ثانية في المكان المسمى ''بوزطوط'' في الحدود بين مالي وموريتانيا في سهل الحنك بمقتل 3 مهربين وإصابة 8 آخرين بجروح أوقفهم الجيش المالي. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن ما لا يقل عن 10 عصابات دولية تتنافس للسيطرة على طريق تهريب الكيف المغربي والكوكايين والماريخوانا القادمة من أمريكا اللاتينية، وهي عصابة ''بلفلج عبد القادر'' وهو مهرب جزائري يعتقد بأنه يقيم بصفة سرية داخل المملكة المغربية، وهو مطلوب في قضية قتل دركي في ولاية النعامة يعود تاريخها إلى العام 1995 وينحدر من ولاية أدرار، ولا يعرف بالتحديد اسم زعيم المجموعة الثانية ويعتقد على نطاق واسع بأنه موريتاني يقيم في منطقة الزويرات ويدعى ''ابن السالك''، ويسمى لدى بعض المهربين ''الزقوق'' أو المخيف. ورغم أن أجهزة الأمن الجزائرية تمكنت من تحديد هويته، فإن مصادرنا لم تقدم أية معلومات حوله، وقد تورطت هذه العصابة في عدة عمليات تهريب ضبط خلال إحداها في العام 2005 في المنيعة بولاية غرداية 6 قناطير من الكيف.