صادرت دول الساحل وغرب إفريقيا 2,8 طن كوكايين في العام 2010، ما يعني أن كمية المخدرات المحجوزة في المنطقة والقادمة من دول أمريكا اللاتينية، قد تضاعفت 60 مرة في سنوات قليلة. ضبطت مصالح الأمن والجيش المالي في العام 2010، ما مجموعه 4,1 طن من مخدر الكوكايين، بزيادة 200 كلغ عن الكمية المحجوزة في العام 2009، وتمت أغلب عمليات الحجز في مناطق تبعد ما بين 200 و300 كلم عن الحدود الجنوبية للجزائر. ففي عملية واحدة تمت في جوان 2010 ضبطت دورية للجيش المالي، بعد تبادل لإطلاق النار مع جماعة مهربين مسلحة في منطقة ''إن ساكان''، 540 كلغ من الكوكايين كانت محملة على متن شاحنة من نوع مرسيدس. أما في شهر سبتمبر 2010، وفي موقع يبعد ب100 كلم شمال تامبكتو، تم ضبط 400 كلغ من الكوكايين النقي القادم من البرازيل. وكانت هذه الشحنة ستباع في السوق الفرنسية بأكثر من 35 ألف أورو لكل كلغ. ويعتقد، حسب متابعين للوضع، أن شحنات الكوكايين المصادرة في مالي، كانت في طريقها، إما للمملكة المغربية مرورا بالصحراء الغربية، أو إلى الجزائر التي يعتقد بأن عصابات الكوكايين ستحولها إلى منطقة عبور للكوكايين نحو أوروبا. وتمثل الأرباح التي تجنيها عصابات تهريب الكوكايين، عنصر جذب خطير جدا للمهربين والخارجين عن القانون في الجزائر، حيث فاقت أرباح عصابات تهريب الكوكايين من إفريقيا إلى أوروبا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مليار أورو، بقياس كمية المخدرات المحجوزة في هذه الفترة، حسب خبراء مكافحة المخدرات. وحذر مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة من زيادة نشاط عصابات تهريب المخدرات في أمريكا اللاتينية إلى منطقتي الساحل وغرب إفريقيا المحاذية للحدود الجنوبية للجزائر. وقال تقرير للمكتب إن عصابات التهريب ترسل بشكل متزايد الكوكايين عبر البرازيل إلى غرب إفريقيا لاستهلاكه في نهاية الأمر في أوروبا وآسيا. وأضاف التقرير ذاته أن ''هذا المسار الجديد الذي يمتد بشكل رئيسي إلى أوروبا وإفريقيا يجتذب اهتمام عصابات تهريب المخدرات في الدول الثلاثة الرئيسية المنتجة للمخدرات وهي كولومبيا وبوليفيا وبيرو''. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن الكمية المحجوزة من الكوكايين لا تزيد عن ثلث أو نصف ما يجري تداوله فعليا، عبر دول الساحل وغرب إفريقيا وفي كل مكان تقريبا من هذه الدول؛ إذ يتجه الكوكايين في خط سير واحد منطلقا من شاطئ المحيط الأطلسي نحو الشمال الشرقي، ما يعني أن الجزائر تدخل ضمن خط السير هذا. وتشير الأرقام المتاحة إلى أن سعر هذا المخدر يتضاعف خلال الرحلة بين دول أمريكا اللاتينية وأوروبا مرورا بإفريقيا ما بين 3 و8 مرات، حسب الدولة الأوروبية المستهدفة. فبينما يبلغ سعر الكيلو من الكوكايين في بلد مثل كولومبيا أو المكسيك ما بين 2000 و2500 دولار للكلغ، يصل سعره في بعض المناطق في ألمانيا إلى ما بين 50 و60 ألف دولار للكلغ الواحد، ما يعني أن أرباح عصابات التهريب الإفريقية هائلة جدا، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام من الكوكايين بين 12 و17 ألف أورو في غرب إفريقيا.