شهدت مختلف مدن الوطن، مؤخرا، انتشارا ملحوظا لداء الحماق (بوشوكة) عند شريحة الأطفال، وهو ما اعتبره عدد من المختصين في أمراض الأطفال وباء حقيقيا لم تشهده الجزائر من قبل. أكدت الدكتورة ''ط.أمال''، اختصاصية أمراض الأطفال بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن سبب انتشار وباء الحماق (بوشوكة) مؤخرا بمختلف ولايات الوطن راجع إلى تزامنه مع فصل الصيف الذي يعرف احتكاكا ملحوظا للأطفال، من خلال تجمعهم في الأحياء التي يقطنونها من أجل اللعب، وكذا على مستوى الشواطئ، منبّهة إلى تفادي استعمال جميع الأدوية التي تحتوي على مادة ''الأسبيرين'' لتخفيف الحمى، لأنه قد يتسبّب في نوبة دماغية. وعن تفاقم حدة الداء الذي يعتبر من الأمراض الفيروسية المعدية، خلال هذه الفترة مقارنة مع فترات أخرى، أكدت محدثتنا أن أقسام أمراض الأطفال تستقبل على مدار السنة حالات لداء الحماق الذي عرف انتشارا كبيرا منذ شهر، حيث تستقبل مصلحة أمراض الأطفال لمستشفى مصطفى باشا ما معدله 10 أطفال مصابين يوميا. كما أشار الدكتور محمودي، اختصاصي في أمراض الأطفال بعيادة خاصة إلى أننا ''أمام وباء ملحوظ لداء الحماق، ودليل ذلك أنني استقبلت خلال الأسبوع الثالث من شهر جوان 100 حالة مؤكدة''. وعن هذه الأعراض، بيّنت اختصاصية أمراض الأطفال بمستشفى مصطفى باشا أنها تتمثل في سيلان الأنف، التهاب الحنجرة مع سعال وحمى، مضيفة أنها أعراض مشتركة مع أمراض أخرى، وبالتالي لا ينتبه لها الآباء إلا بعد ظهور طفح جلدي مصحوب بحكة، لتؤكد على ضرورة عزل الصغير عن أقرانه لتفادي انتشار المرض، مضيفة أن ما زاد في اتساع رقعة الداء تزامنه مع فصل الصيف ووجود الأطفال في عطلة، وكذا تنقلهم للشواطئ. أما عن العلاج، فأوضحت الدكتورة ط. أمال أن الحماق مرض معد يتطلب علاجه مشروبا مضادا للحكة، مع علاج موضعي متمثل في مطهّر، مشيرة إلى أنه لا وجود للقاح مضاد له، لتؤكد على ضرورة تفادي ''الأسبيرين'' لتخفيض الحمى، لأنه قد يتسبّب في نوبة دماغية تؤثر سلبا على صحة الطفل واللجوء لاستعمال ''الباراسيتامول''، مع ضرورة إبعاد المرأة الحامل عن صغار المرضى، لأن ذلك يعرّض الجنين لتشوّهات جسمية. من جهتها، كشفت السيدة بنّور حميدة، مديرة روضة أطفال على مستوى الأبيار، أن أكثر من 70 بالمائة من أطفال الروضة أصيبوا بالداء، وهو ما جعلها تعمد لغلق الروضة لمدة أسبوع قصد تطهيرها، على أن تعود للنشاط بداية شهر جويلية. ص. ب