هوّن عبد العزيز بلخادم أمين عام جبهة التحرير الوطني، من الهزة التي ضربت الحزب بسبب احتجاج أعضاء ''تقويمية الأفالان''. وانتقد معارضيه الذين وصفهم ب''مناضلي الأرصفة''، داعيا الذين يصفون تشكيلته ب''حزب المتقاعدين''، إلى الاقتراب من صفوفه ''ليشاهدوا بأنه يزخر بالشباب''. جمع بلخادم حوالي ألف شخص، أمس في زرالدة بالضاحية الغربية للعاصمة، ينتمي أغلبهم لطلبة الجامعات، بغرض تعبئتهم للاستحقاقات السياسية المنتظرة العام المقبل. وتم ذلك في إطار ندوات جهوية يجريها الحزب منذ عام، تهتم بتكوين الشباب المناضلين في الحزب سياسيا، وتحضيرهم ليكونوا قياديين به في المستقبل. وألقى بلخادم خطابا طويلا عليهم، تضمن في آخره، إشارات إلى ''حركة التقويم والتأصيل'' التي تقود حملة قوية ضده هو شخصيا. إذ قال في الموضوع ''البعض يقولون إن الحزب يتعرض لأزمة وانشطار وانقسام، هذا يحدث عندنا لأن الأفكار في حزبنا تتنوع وتتصارع''. واعتبر بلخادم تصارع الأفكار في الأفالان ''ممارسة تعبر عن حرية الرأي، لكن هناك ضوابط لهذه الحرية، والضوابط هي القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، وهي لا تعني أبدا تكميم الأفواه''. ولم ينطق بلخادم أبدا بكلمة يسمي فيها الحركة التي تعارضه، ولا قيادات هذه الحركة التي قال عنها بالإشارة فقط ''اشتغلوا واطرحوا أفكاركم، أما النضال على الأرصفة فنتركه لناس الأرصفة''. يقصد الاحتجاجات التي ينظمها قياديو ''التقويمية'' في الأماكن التي يقصدها بلخادم في إطار نشاطاته الحزبية. وأضاف أمين عام حزب الأغلبية ''لا يوجد انقسام عندنا ولا شيء، ومن لديه شيء يقوله فليطرحه على هياكل الحزب''. وهي دعوة إلى ممارسة المعارضة ضده في اجتماعات اللجنة المركزية. وتابع ''كانوا يقولون أنتم حزب المتقاعدين، فتعالوا اليوم لتشاهدوا الحزب يزخر بالشباب''. ولم يوضح بلخادم من يقصد ب''كانوا''، لكن يفهم من كلامه أطرافا في السلطة ومن خارجها طالبت في وقت سابق بوضع الأفالان في المتحف. ومدح بلخادم حزبه طويلا في كلمته، فقال عنه إنه ''لا يعرف القطيعة وإنما يعرف التواصل، أما القطيعة فهي عند غيرنا من الأحزاب''. مشيرا إلى أن الأفالان ''خيمة كبيرة فيها المجاهد وابن المجاهد وابن الشهيد، وفيها البطال ومن كل فئات المجتمع الجزائري، وهذا التنوع هو ما يجعل حزبنا القوة السياسية الأولى في البلاد.. صحيح أن التنوع يضع على كاهلنا أعباء، لأن كل مناضل عندنا حزب بذاته''. ودعا بلخادم الطلبة الذين التقوا في ندوة التكوين التي دامت يوما واحدا، إلى التعرف على برنامج الحزب وهياكله الداخلية ''حتى تزرعوا في محيطكم أفكاره''. وقال أيضا ''دعموا الحزب وبلّغوا رسالة نوفمبر في الساحات العمومية، وأدعوكم لتكونوا أبناء الجزائر والعاملين على حمايتها والمجندين للمحافظة على استقرارها، فأنتم قوتها المتجددة. وادعوكم لتتحصنوا بقيم أمتنا والتمسك بالأبعاد التي تميز شخصيتها''.