لاحق الغضب خرجات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى الولايات، في تصعيد لافت تطلب تدخل مصالح الأمن لإبعاد الغاضبين عن مكان التجمع، الذي نشطه في كل من قسنطينة ومعسكر، فيما نفى عضو ''التقويمية'' محمد صغير قارة ''الإشراف'' المباشر على ما حصل. قال قاسة عيسى، الناطق الرسمي لحزب جبهة التحرير الوطني، إن من نشب معهم صدام، خلال تجمعي الأمين العام في كل من قسنطينة ومعسكر، ''عناصر غاضبة لم تجد نفسها في عمليات تجديد هياكل الحزب على مستوى الولايات''، غير أنه أقحم مسؤولية جماعية ''التقويم والتأصيل'' في القضية لما أوضح بأن تلك العناصر ''لقيت تشجيع أعضاء قياديين لم يتولوا مناصب في المكتب السياسي، ينشطون في عمل مواز''، قبل أن يصف موقفهم ب''الانقسامي والانشطاري''. وأكد قاسة في تصريح ل''الخبر''، أمس، أن التقويميين لم يتفاعلوا مع ''مجهودات عبد العزيز بلخادم وأعضاء لجنة العقلاء التي يترأسها الأمين العام الأسبق، بوعلام بن حمودة، ورغم القرار الشجاع الذي اتخذه بلخادم بالاتصال بعضو التقويمية، صالح فوجيل''، بعد اجتماع اللجنة المركزية مؤخرا، قبل أن يضيف: ''هؤلاء عناصر قطعوا الواد وأصبحوا عمليا يخدمون أطرافا أخرى (لم يذكرها) تحاول تقليص آثار الجبهة خاصة ونحن على أبواب الاستحقاقات الانتخابية''. واتهم قاسة التقويميين ''باتخاذ القضية النظامية ذريعة فقط''، وعزا موقفه إلى ''محاولات لجلب هؤلاء للجنة المركزية لطرح انشغالاتهم وإن كان هناك مطلب لتغيير المكتب السياسي أو الأمين العام فليكن في إطار اللجنة''، قبل أن ''يطمئن'' جماعة قارة وفوجيل بأن ''الأطر الانقلابية تم قطع الطريق عليها منذ الانقلاب العلمي على عبد الحميد مهري سنة ''96، وبالعودة إلى ما حصل بكل من قسنطينة ومعسكر من تدخل الأمن لإبعاء الغاضبين عن مكان تواجد بلخادم، قال قاسة ''إنه حدث ليس له معنى ولم يحضر من الغاضبين سوى 40 إلى 60 شخصا يقودهم نائب من باتنة وعضو سابق في اللجنة المركزية، بينما حضر حوالى 1200 مناضل للتجمّع، ونفى أن يكون للغاضبين تأثير واضح في معسكر، كما استبعد أن يتكرر الأمر في الولايات التي سيزورها الأمين العام في إطار مناقشة الإصلاحات مع القاعدة، مثلما أوصت به اللجنة المركزية في اجتماع زرالدة الأخير. من جهته، نفى عضو التقويمية، محمد صغير قارة، أن تكون التقويمية هي من حرّضت شبابا للتشويش على نشاط بلخادم في كل من قسنطينة ومعسكر، وقال ''هؤلاء مناضلون حاولوا الاقتراب من الأمين العام لمطالبته بالحوار معهم''، بينما اتهم محيط بلخادم ب''تجنيد عصابة من خارج الحزب لصدهم''، كما اتهم قارة، أعضاء في المكتب السياسي باستغلال نفوذ بلخادم كونه وزير دولة وممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية لإملاء الأوامر على مسؤولين ولائيين والاستعانة بأرمادة من أفراد الأمن لمنع اقتراب المناضلين بالأمين العام، وخص بالذكر عبد الحميد سي عفيف، الذي قال إنه ''تدخل في باتنة وقدم أوامر لمسؤولين هناك للتضييق على خصومهم، وبمعسكر جند عددا من أفراد الشرطة يفوق عدد المناضلين''، وإن لم يحمّل مصالح الشرطة المسؤولية، إلا إنه أكد إرجاع حافلات لمناضلين كانت متجهة لحمّام بوحنيفية الذي احتضن التجمّع، وتحدث عن توقيف خمسة من الشبان رغم أنهم منخرطون في الحزب وإطلاق سراحهم بعد ذلك إثر تدخل المجلس الولائي. ورد قارة على اتهام جماعته بالتشجيع على إثارة البلبلة بالقول ''مناضلونا ليسوا كلاب حراسة حتى نحرّضهم، ومن يقول هذا الكلام يحتقر المناضلين''، فيما تحدى الأمين العام إن ''استطاع دخول أي محافظة من المحافظات''.