قال مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ل''رويترز''، أمس، إن المجلس يرحب بتقاعد الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا ما دام سيستقيل رسميا ويقبل بإشراف دولي على تحركاته. وذكر مصطفى عيد الجليل، متحدثا من مقره في بنغازي، أنه تقدم بهذا الاقتراح قبل نحو شهر عبر الأممالمتحدة، إلا أنه لم يتلق أي رد بعد من طرابلس. من جانبه، يجري رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، اليوم في روسيا، محادثات مع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في إطار المساعي الإفريقية الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة التي تعصف بهذا البلد منذ أزيد من أربعة أشهر، وذلك مباشرة عقب اختتام أشغال القمة الإفريقية بغينيا الاستوائية التي تبنت اقتراحات جاءت في ''الاتفاق الإطار'' الذي توصلت إليه اللجنة الخاصة. وأعلنت وزارة الخارجية لجنوب إفريقيا عن زيارة يقوم بها اليوم الرئيس الجنوب إفريقى- الذي يعتبر أحد أعضاء لجنة الاتحاد الإفريقي العليا المعنية بحل الأزمة في ليبيا- إلى روسيا بدعوة من هذه الأخيرة لإجراء محادثات مع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا. ويأتي هذا اللقاء بعد الدورة ال17 للاتحاد الإفريقي التي تبنت خلالها المنظمة الإفريقية ''قاعدة'' لمفاوضات مقبلة بين طرفي الصراع في ليبيا. وقد قدمت ''لجنة الاتحاد الإفريقي العليا المعنية بحل الأزمة في ليبيا''، أول أمس، مقترحاتها إلى الأطراف الليبية بهدف التوصل إلى ''اتفاقية إطار'' حول حل سياسي للأزمة في البلاد. وقدمت هذه المقترحات، في سياق ''خارطة الطريق'' التي اقترحها الاتحاد الإفريقي بهدف إيجاد حل سلمي للازمة في ليبيا قبلها العقيد القذافي. وأضاف البيان أن هذه المقترحات ''تتسق أيضا مع قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقمي 1970 و1973 وتهدف إلى وضع حد للأزمة الحالية وضمان حماية فعالة للسكان المدنيين، بما يشمل توفير الدعم الإنساني واستهلال عملية سياسية تؤدي إلى الوفاء بالطموحات المشروعة للشعب الليبي في الديمقراطية وحكم القانون والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان''. وأشار البيان إلى أنه من المتوقع عقد مفاوضات في أديس أبابا قريبا بين الأطراف المعنية لمناقشة هذه المقترحات. وفي ذات السياق رحب ممثل المجلس الانتقالي الليبي في باريس، منصور سيف النصر باسم المعارضة، بالخطوة الإفريقية لحل الأزمة الليبية، معربا عن استعداد المجلس لوقف القتال ''إذا وافق'' العقيد معمر القذافي على التنحي عن السلطة. وتوجه وزير خارجية تركيا، أحمد داود أوغلو، إلى بنغازي أمس، أين التقى بممثلين عن المجلس الانتقالي، وقت أعلنت أنقرة عن تعيين سفير بليبيا. كما نشرت في جريدتها الرسمية الترجمة للعقوبات المفروضة على النظام الليبي، منها البنك الخارجي الليبي الذي تمتلك تركيا نسبة 37 ,62 بالمائة من رأس ماله. وكانت تركيا من البلدان المتحفظة في إصدار تهم ضد القذافي -كما فعلت مع تونس ومصر- حفاظا على مصالحها الضخمة بليبيا. ورفضت المشاركة مع الناتو في الحرب. لكنها دعمت الأسطول البحري ببواخر حربية. ثم تطور الموقف إلى حد تدعيم المجلس الانتقالي.