أعلن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا رفضه خطة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في البلاد مشددا على أن أي مبادرة يجب أن تتضمن رحيل العقيد معمر القذافي عن السلطة، وهو ما أكدته أيضا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ففي بنغازي أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بعد محادثات للمجلس مع وفد الوساطة الأفريقي، رفض المبادرة الأفريقية. وقال "إن المبادرة تجاوزها الزمن". وأضاف في مؤتمر صحفي أن المبادرة الأفريقية لا تلبي تطلعات الشعب الليبي ولا تتضمن رحيل القذافي وأبنائه عن المشهد الليبي، مشددا على أن أي مبادرة لا تتضمن هذا المطلب جديرة بعدم الالتفات إليها. ودعا عبد الجليل القذافي وأبناءه إلى الرحيل فورا، وقال "على القذافي أن يرحل إن أراد النجاة بنفسه وإلا فإن طوفان الجماهير سيكتسحه". وكانت اللجنة الرفيعة المستوى المشكلة من الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا قد وصلت في وقت سابق إلى بنغازي حيث عرضت على المجلس الوطني الانتقالي خريطة طريق تنص على وقف الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي. كلينتون تشدد وفي تلك الأثناء قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في معرض تعليقها على مبادرة الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، إن الولاياتالمتحدة تريد أن يحدث انتقال في ليبيا يؤدي إلى رحيل القذافي عن السلطة وعن ليبيا. وأضافت "أميركا تريد وقفا لإطلاق النار في ليبيا وانسحاب كل قوات النظام من المناطق التي دخلتها بالقوة وتدفق المعونة الإنسانية". ومن جهة ثانية قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الاثنين إن أي وقف مقترح لإطلاق النار في ليبيا ينبغي أن يلبي الشروط التي وضعتها الأممالمتحدة. وأضاف "لا ينبغي إبرام وقف لإطلاق النار لا يلبي شروط قراري مجلس الأمن رقم 1970 و1973 بالكامل أو لا يقبله من يمثلون المعارضة في ليبيا بمن فيهم المجلس الوطني الانتقالي". وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني "أي شيء دون ذلك سيكون خيانة لشعب ليبيا وسيصب في مصلحة النظام الذي أعلن وقفين وهميين لإطلاق النار منذ بدء القتال دون أن تتوقف الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها ولو للحظة". وقال هيغ وفراتيني إن على القذافي أن يرحل عن السلطة. وأجرى الوفد أمس محادثات في طرابلس مع العقيد معمر القذافي في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وقال جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا إنّ القذافي قبل خريطة طريق لتسوية الأزمة الليبية طرحتها عليه اللجنة لحل الأزمة.وكان الاتحاد الأفريقي قد دعا الأحد الماضي إلى وقف القتال فورا في ليبيا, واقترح إقامة فترة انتقالية لتبني إصلاحات. الا ان المعارضة استبقت وصول الوفد الافريقي بالقول، على لسان ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بريطانيا جمعة القماطي في تصريحات له ، إن اي اتفاق يبقي الزعيم الليبي معمر القذافي واولاده في السلطة لن يقبل. وتصر المعارضة على عدم القبول بأقل من اقصاء القذافي واولاده عن السلطة، التي تسلمها منذ أكثر من أربعة عقود، لكن مسؤولين حكوميين ليبيين يقولون إن ذلك لن يحدث. وكان جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا قد اعلن في طرابلس موافقة القذافي على خريطة طريق اقترحها الاتحاد الافريقي لإنهاء النزاع في ليبيا. وقد استقبل القذافي الوفد الإفريقي في خيمته بمقره بباب العزيزية في طرابلس، وضم الوفد، الى جانب زوما، نظرائه امادو توماني توري من مالي ومحمد ولد عبد العزيز من موريتانيا ودينيس ساسو نغيسو من الكونغو، ووزير خارجية اوغندا هنري اورييم اوكيل. ودعا زوما حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى وقف الغارات الجوية على أهداف حكومية ليبية لإعطاء وقف إطلاق النار فرصة. خطة الاتحاد وقد كشف مفوض السلم والامن بالاتحاد الافريقي رمضان العمامرة عن بعض تفاصيل الخطة مؤكدا أنها تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار وتشجيع اجراء حوار وطني وحماية الرعايا الأجانب في ليبيا. وتلا رمضان العمامرة النقاط الرئيسية للخطة المقترحة وقال إنها تتضمن وقفا فوريا للأعمال العدائية وتعاون السلطات الليبية المعنية في إيصال المساعدات الإنسانية. كما تتضمن الخطة ضرورة أن تشمل وعود حماية الأجانب المهاجرين والعمال الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل. وأضاف العمامرة أن العقيد القذافي وافق على أن يتولى مراقبون دوليون الإشراف على إلتزام الأطراف بوقف إطلاق النار. مستقبل القذافي وأكد أن المسألة المتعلقة بمستقبل العقيد القذافي تم بحثها في طرابلس، لكن مضمون هذه المباحثات سيبقى سريا ولن يُكشف النقاب عنه مكتفيا بالقول إن الامر يعود للشعب الليبي في اختيار زعيمه بشكل ديمقراطي. وبالنسبة للحوار الوطني اكد الاتحاد الافريقي على ضرورة أن يجري بين الأطراف الليبية بهدف الاتفاق على الإصلاحات الضرورية للقضاء على الأسباب التي أدت إلى الأزمة الحالية. قصف صاروخي لمصراتة قالت مصادر الثوار في ليبيا إن كتائب القذافي قصفت مدينة مصراتة بصواريخ غراد، في حين نجح الثوار في استعادة السيطرة على مدينة أجدابيا بالكامل، وقال حلف الناتو إنه سيواصل استهداف قوات معمر القذافي ما دامت مستمرة في تهديد المدنيين. ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم الثوار قوله إن الكتائب قصفت أهدافا في مصراتة الواقعة غربي البلاد صباح اليوم وإن القصف استمر فترة من الوقت، باستخدام صواريخ غراد روسية الصنع. وكانت المدينة تعرضت أمس لقصف بالمدفعية الثقيلة تركز على الجانب الشرقي منها مما أدى إلى مقتل ثلاثين من الثوار الذين نجحوا مع ذلك في صد هجوم لكتائب القذافي من ثلاثة مداخل للمدينة. كما خاض الثوار معارك ضارية مع القناصة وقالو إنهم نجحوا في السيطرة على جزء كبير من شارع طرابلس وقطعوا الإمدادات عن هؤلاء القناصة، في حين ترددت أنباء تفيد بأن نحو خمسين جنديا من كتائب القذافي سلموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب. وفي الأثناء، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم الاثنين أن عشرين طفلا على الأقل لقوا مصرعهم في مصراتة خلال العشرين يوما الماضية بسبب إصابتهم بشظايا قنابل أو قذائف دبابات أو أعيرة نارية. وجاء في بيان المنظمة أن عشرات آلاف من الأطفال بالمدينة التي تحاصرها كتائب القذافي للأسبوع السابع على التوالي، مهددون بالجوع والعطش والمرض والموت.