اختل ميزان الكرة الأرجنتينية خلال الأيام القليلة الماضية، إثر فقدانه لزعيم من زعماء الكرة المستديرة ببلاد ''التانغو''، ونعني به فريق ''ريفر بلايت''، صاحب القاعدة الشعبية الكبيرة. تأكد السقوط الحر إلى القسم الثاني لأسطورة الكرة الأرجنتينية، ريفر بلايت، بعد 80 سنة من العطاء والصراع القوي على ''السلطة'' في بلاد الأسطورة مارادونا والظاهرة ليونيل ميسي. فريق غريم يحدث زلزالا في الأرجنتين وكان الزلزال القوي الذي ضرب ''المونيمونتال''، معقل ال''ريفر''، منذ أيام إثر تعادله المخيّب للآمال في مباراة السد ضد ''بلغرانو'' (1/1) قد عجّل برحيل صاحب الرقم القياسي الأرجنتيني في عدد الألقاب المحلية إلى قسم ثاني ''مجهول'' لدى غالبية اللاعبين، وهو ما أسعد حتما الآلاف من مناصري الغريم الأزلي والقطب الثاني للعاصمة بيونس إيريس ''بوكا جونيور'' الذين لن يفوّتوا حتما فرصة العمر، بدءا من الموسم المقبل، وذلك بإطلاق العنان لحناجرهم إيذانا ببداية الاحتفالات المخلدة لسقوط الغريم الأزلي من مدرجات ''البونبونيرا''. نزول ''ريفر'' كان وقعه شديدا على الجماهير، وصنع الحدث في الأرجنتين، وتبعه حالات هيستيريا وإغماءات وحديث عن وفيات أيضا. وكان ال''ريفر'' الذي تداول على حمل ألوانه خيرة لاعبي الأرجنتين خلال 110 سنة من الوجود، قد سقط وبالضربة القاضية بين يدي واحد من معالمه وخيرة لاعبيه على مر العشريات، ونعني به النجم السابق لمنتخب ''التانغو'' ''باساريلا''، وهو الذي لن تغفر له جماهير ''المونيمونتال'' (الملعب الشهير لريفر بلات) ما اقترفه في حق ناديهم، رغم علم الكل بتسبّب الضائقة المالية بنسبة كبيرة جدا في ما حل بقطب الكرة بالأرجنتين. الفاجعة أعادت النجوم السابقين إلى ''ريفر'' وكانت الفاجعة التي حلت بالفريق قد دفعت بالعديد من لاعبيه السابقين الذين باتوا يصنعون أفراح مختلف الفرق عبر مختلف القارات، لاتخاذ قرار يقضي بعودة جماعية لهؤلاء، وذلك بغية التوصل إلى إعادة النادي إلى مكانته الأصلية في ظرف زمني قياسي، في الوقت الذي أعرب فيه العديد من نجوم الكرة السابقين عن تأثرهم العميق بالكارثة التي حلت بال''ريفر''، على غرار الرئيس الفخري لريال مدريد، ألفريدو دي ستيفانو، ذي الأصول الأرجنتينية الذي يعدّ من خيرة ما أنجب النادي على مرّ السنين. ويبقى أكبر ما بات يخشاه هواة الكرة في بلاد ''التانغو'' هي الانعكاسات التي قد تلقي بظلالها على المنتخب في منافسة ''كوبا أمريكا''، من جراء سقوط صاحب ال33 بطولة محلية، وهو ما تجسد من خلال لجوء العارفين بطبيعة وحماس الجماهير الأرجنتينية إلى الإسراع لرفع شعار ''العرض يجب أن يستمر''، في محاولة للرفع من معنويات زملاء ميسي وتشجيعهم على رفع التحدي للإبقاء على الكأس بداخل الأرجنتين ''حتى لا يصبح الحزن مضاعفا''، حسب ما يتطلع إليه مناصرو ''ريفر بلايت''. ويبقى الأكيد بين هذا وذاك هو تسبّب مغادرة قطب العاصمة الأرجنتينية الأول لدوري الكبار، حرمان الملايين من المشاهدين، المناصرين وحتى مجانين الكرة من متابعة ''كلاسيكو'' الإثارة والحماس أمام الغريم التقليدي ''بوكا جونيور''، وهو ''الداربي'' المثير الذي عادة ما يحبس أنفاس كل الأرجنتينيين، كبارا وصغارا وحتى نساء.