كان يلقب بملك الفتحات العرضية، وكان يشبه مرزقان في كل شيء، لكن قوته في تلك الفتحات مليمتيرية، والكل كان يجمع أنه الوحيد القادر على خلافة مرزقان شعبان، بالنظر إلى إمكانياته الكبيرة. إنه اللاعب دحماني عبد الرزاق الذي لعب إلى غاية 38 سنة، منها 13 سنة في شباب بلوزداد وموسمين في العميد واتحاد الجزائر والحراش، ابن كلارفال يستحضر الذكريات الجميلة وبعض الطرائف في مشواره الكروي، ''البداية مع الشباب كانت ضد الأهلي المصري في أول لقاء لي بقميص شباب بلوزداد كان سنة 1984 في اللقاء الودي الإستعراضي أمام العملاق الأهلي المصري، حيث جرى اللقاء بملعب 20 أوت، وكان عمري لم يتعد آنذاك 19 سنة، عندما اكتشفني الأنصار وأتذكر أننا واجهنا الفريق الكبير بنجومه، بعد أن تمكن الرئيس الراحل رشيد حرايق من إقناعهم بإجراء اللقاء الودي في إطار ذكرى 11 ديسمبر. لا أنسى الهدف ضد اتحاد عنابة، وتصديت لضربتين جزاء، وحكايتي مع كالام''. ويؤكد أن أجمل هدف وقعه في مشواره الكروي كان ضد اتحاد عنابة بنجومها كان سنة 1988 ''أين خسرنا النهائي وسقطنا لأول مرة وكانت الأخيرة في حياة الفريق، حيث واجهنا الاتحاد وفزنا عليهم 06 وسجلت هدفا بعد أن راوغت كل اللاعبين من الدفاع، وانطلقت كالسهم مسجلا هدفاً يبقى في التاريخ. كما لا أنسى حادثة طريفة وقعت لنا في مستغانم، عندما واجهنا فريق الوداد سنة 1993 حيث أخرج الحكم بوجلطي واضطررت لتعويضه، وتصديت لضربتي جزاء وتمكنا من أن نعود بالتعادل السلبي''. وعاد دحماني للحديث عن لقطة طريفة حدثت له مع المدرب كالام ''الذي كان يحاول توجيهي بطريقة أفقدتني أعصابي، حيث قمت بمنح الكرة لأحد لاعبي وداد تلمسان الذي سجل في مرمى الشباب وسط الدهشة، رغم أن الشباب فاز في اللقاء 13 بالأداء والنتيجة''. أول منحة فوز كانت ألف و500 دج ولفقير منح لي 550 مليون سنتيم كما تطرق دحماني إلى التحفيزات، حيث يتذكر أن الدولة هي التي كانت تدعم الفرق بأجور زهيدة، لكن أتذكر أنني في بدايتي وكان ذلك في 84 واجهنا دينامكية البناء بنجومها وفزنا عليهم بهدف مقابل صفر، ما جعل إدارة الفريق تمنح لنا 1500 دج، علما أن أكب لاعب كان عمره 20 سنة، مضيفا بأن ''أكبر منحة منحها لي لفقير كانت سنة 1995 وتقدر ب550 مليون سنتيم، وذلك بالرغم من المستوى العالي الذي كان يعم البطولة آنذاك، وكثرة النجوم لكن الأموال كانت قليلة. لفقير هو أول رئيس أشعل السوق وأحسن من مرّ على الفريق كما اعتراف مرزاق أن الرئيس الأسبق لفقير محمد، يبقى أحسن رئيس أشرف على الفريق في مرحلته، ''وأتذكر سنة تتويجنا بالكأس في عز العشرية السوداء، عندما كانت الجزائر تعيش أوضاعا أمنية متردية، حيث تمكننا من إدخال الفرحة في العاصمة، وبادر إلى صرف منح الفوز بقيمة وصلت إلى 70 ألف دينار. ويبقى هو الرئيس الوحيد الذي كان يتحدى عليق وجواد وحتى حناشي في جلبه للاعبين، بمنح تفوق 500 مليون سنتيم وكان دائما ''يقلّش'' اللاعبين بجلب حتى الشكولاتة من نوع ميلكة من إسبانيا من أجل الإرضاء اللاعبين''. ماجر أحسن مدرب أشرف علي كما عرّج دحماني الذي لعب 51 مقابلة دولية مع المنتخب الوطني الأول، ''وكان الراحل روغوف المدرب الأول الذي استدعاني للمنتخب، ثم جاء الدور على فرقاني ومهداوي''، ليبقى ماجر في نظر ابن حي كلارفال الوحيد الذي كان يطبق الاحتراف والانضباط. وتأسف دحماني لعدم منحه الفرصة أكثر، في ظل التكتلات والتغيرات التي أثرت عليه، رغم أنه كان دائم الحضور لكن الفرص كانت قليلة. كدت أن ألعب في ليون لولا القوانين كما كشف دحماني أنه في عام 87 تلقى عرضا من نادي ليون الفرنسي، الذي كان يشرف عليه مدرب منتخب الفرنسي الأسبق دوميناك، وكان يلعب له المغربي عزيز بودربالة، حيث ''نجحت في الإختبارات وعمدت إدارة الفريق الفرنسي إلى إعارتي إلى نادي جنيف السويسري، بحكم أن الفريق كان يملك ثلاثة لاعبين أجانب، لكن اضطررت بعد شهر في سويسرا للعودة إلى الجزائر وفريقي الشباب، بعد أن وجدت صعوبة في التأقلم مع الأجواء في ذلك النادي الذي كنا نلعب أمام مدرجات خالية''.