يرى المعارض الكردي المستقل عبد العزيز محمود يونس بأن ''النظام السوري الفاسد أنتج معارضة سياسية فاسدة''، مطالبا بمنح الحقوق للأكراد والاعتراف بلغتهم وثقافتهم في سوريا التي عانوا فيها من التهميش والإقصاء. تحدثت غالبية السوريين عن مؤامرة خارجية تستهدف البلد، فهل تعتقدون بأن الأمر صحيحا؟ - كما نعلم بأن سوريا مستهدفة خارجيا، ولكن يكفي أن نتخفى خلف الأقنعة، وأن نتحدث عن المؤامرة الخارجية وننسى بأن المؤامرة الداخلية أشد منها. ونظرية المؤامرة قالها الرئيس بشار الأسد، ويجب أن نفرق بين المؤامرة ونظرية المؤامرة، وأن نقول بأن المواطن ينتفض في الشارع من أجل المؤامرة الخارجية فهذا أمر غير منطقي، فالمواطن يدافع عن حقوقه والشباب السوري يحتج لأنه أقصي عن دوره في بناء المجتمع، والمساهمة في أن تكون له شخصية مستقلة. هل عملية إقصاء الكرديين لا تزال ممارسة ميدانيا اليوم في سوريا؟ - نحن نعلم بأن هناك 150 ألف مواطن سوري هم من الأكراد، وفي الماضي لم يكن الأكراد يستطيعون الاحتفال باليوم القومي. والثقافة الكردية مهمشة والمواطن الكردي أقصى حلم له أن يكون رئيس قسم في دائرة ما، مهما كانت كفاءته عالية، فإنه لا يمكن أن يكون مديرا دائما لأنه كردي. وفي الفترة الأخيرة من العام ,2004 صرنا نطالب بحقوقنا، وتم بعدها إلغاء القانون الجائر، وتم منحنا حق استعادة الجنسية السورية وليس الحصول عليها، فهم لم يتحصلوا على هدية بل على حقوق. هل طالبتم كأكراد بإسقاط النظام في مظاهراتكم ومسيراتكم؟ - لا، لم نطالب ككل، لكن هناك من رفع هذه الشعارات، لكننا نحن لم يكن لنا يوما حلم أن نكون رؤساء في دمشق. فبشار الأسد حسب رأيي قريب من الأكراد أكثر من غيره، لكن لم يستطع تفعيل الإصلاحات. وليس لنا بديل عن بشار الأسد والعلم السوري وتراب سوريا. هل يمكن للقاء تشاوري لحوار وطني أن يتم في غياب المعارضة؟ - في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية والدول المتقدمة، المعارض الذي يتغيب عن الحوار معارض فاشل في رأيي، فإذا نصبت كمينا ولم ترد قتل هؤلاء فأنت تركت لهم فتحة للهروب، أما المعارضة التي تطالب بالتغيير والإصلاحات والانتقال السلمي للسلطة فيجب أن تكون متحاورة. لكن هناك من ينفي وجود معارضة من الأساس؟ - أنا أرى بأن النظام السوري الفاسد أنتج معارضة سورية فاسدة أيضا. هل توافق الرأي بأن ما يحدث من حراك في سوريا، هو امتداد لرياح التغيير التي تهب على الوطن العربي؟ - أنا أختلف معكم بأنه لا يمكن إطلاق اسم الثورات العربية، رغم وجود دكتاتورية، فأنا أختلف معكم بخصوص أن الحراك السياسي الذي يشهده العالم العربي، هو ثورة، فأنا أعتبر أن الوطن العربي يتجه إلى الفوضى الخلاقة، واستطاعت أمريكا أن تحصل على ما لم تستطع الحصول عليه منذ فترة طويلة من الآن.