الممثل عباس النوري: يجب محاكمة القتلة والخونة المفكر الطيب تيزيني: يجب تحريم إهراق الدم السوري قاطعت المعارضة السورية، أمس، أشغال اللقاء التشاوري لمؤتمر الحوار الوطني، واشترطت وقف الرصاص. واعترض الرافضون من مختلف الأطياف على طريقة تسيير اللقاء الافتتاحي، وأجمعوا على ضرورة التغيير والإصلاح، وإنهاء الدولة الأمنية ومحاكمة كل من تسبب في سقوط الأرواح. رئيس المبادرة الوطنية للأكراد: سوريا تتعرض لمؤامرة دخلت ''الخبر'' العاصمة السورية دمشق، فجر أمس على متن رحلة جوية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، لتكون أول صحيفة جزائرية تدخل الأراضي السورية منذ اندلاع الأزمة، وحضرت أشغال اللقاء التشاوري لمؤتمر الحوار الوطني الذي انطلقت فعالياته يوم أمس بدمشق. جلسة الافتتاح التي برمجت صباحا، شهدت مقاطعة تامة لأهم أقطاب المعارضة، وبدا جليا بأن ''كل المشاركين غير قادرين على استيعاب ما تتعرض له سوريا من احتجاجات''، وقال نائب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد فاروق الشرع، في كلمته ردا على المعارضة بأن ''اللاحوار فكرة عبثية، فالحروب الكبرى والصغرى والأزمات الوطنية والقبلية، لم تنته يوما إلا بالحوار أو بواسطته''. وأعلن نفس المسؤول بأن ''الرئيس بشار الأسد أصدر قرارا يقضي بتمكين كل مواطن سوري من دخول وطنه، وأمر وزير الداخلية بتنفيذه''. واعتبر بأن الحوار سيفضي إلى نقل سوريا إلى التعددية والديمقراطية. واعترف الشرع بالتضحيات التي قدمها الشعب السوري من دم أبنائه، مدنيين وعسكريين، في أكثر من محافظة ومدينة، ووجب الوقوف دقيقة صمت على أرواحهم. واعترض المشاركون على فتح باب المداخلات، من دون إعلامهم المسبق بذلك، وتم الاتفاق على تسجيل الراغبين في التدخل تباعا، وشدد أول المتدخلين، وهو المفكر السوري المعروف الطيب تيزيني على ضرورة ''تحريم إهراق الدم السوري''، وطالب بالوقف الفوري لممارسات قمع المتظاهرين، وقال ''يجب أن يتوقف الرصاص في المدن السورية، لا يمكن لأي طرف أن يتابع إطلاق الرصاص ونحن نبدأ عملية الحوار''، ثم أشار إلى أن التأسيس لمجتمع سياسي مدني يتطلب تفكيك الدولة الأمنية ''وهذا شرط لا بديل عنه، فالدولة الأمنية تفسد كل شيء في المجتمع''، وطالب بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي في السجون السورية، واعتبر أن اللقاء التشاوري الجاري ''امتداد لسلطة تريد أن تظل مهيمنة''. واعترف المشاركون بأن عدم مشاركة المعارضة، يعود أساسا إلى ''غياب الظروف المواتية للحوار، خصوصا وأن الدماء مازالت تنزف، وهو ما يجعل سوريا تتجه نحو المجهول''. وأوضح رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين، بأن هناك أزيد من 150 ألف كردي سوري ينتظرون الحصول على الهوية السورية، كما أن ''سوريا تتعرض لمؤامرة أجنبية وبتواطؤ من بعض البلدان العربية كقطر وتركيا''. الشباب.. الغائب الأكبر وانتقد عدد من الشباب السوري المشارك في اللقاء ''تجاهل وتهميش فئتهم''، رغم أنها تشكل 60 بالمائة من الشعب السوري. وقال أحدهم ''نحن نلاحظ عدم مشاركة الشباب في صنع القرار، رغم المشاكل التي تواجهه بسبب غلاء المعيشة وازدياد معدلات الفقر، وعدم وجود فرص عمل''. وألح ممثلو الشباب على ضرورة تفادي ''تهميش'' القلب النابض لسوريا، ويجب سماع أصواتهم، والبحث عن حل يكفل إنقاذ سوريا من مصيرها المجهول. ويتطلب الوضع وقف إطلاق النار وحل المشاكل الداخلية دون الحديث عن المؤامرة الخارجية، لأن الحل يجب أن يكون بين أطياف المجتمع الواحد. ورغم الأجواء الحزينة و''المكهربة'' التي سادت الفترة الصباحية للمشاورات، إلا أن الجميع اتفق على ضرورة التغيير والإصلاح. وخرج الممثل عباس النوري، بطل مسلسل باب الحارة، الذي كان يجلس بجانب منى واصف وغسان مسعود وبسام كوسة، ويقابلهم في الجهة الأخرى الفنان دريد اللحام، عن صمته، وقرأ لائحة مطالب جاء فيها ''ضرورة الإصلاح تحت سقف الدولة، وإشراك المواطن في محاربة الفساد''. وقال عباس النوري ''يجب تحرير السلطة القضائية من السلطة التنفيذية، وتحرير المؤسسات من القبضة الأمنية، ومحاكمة القتلة والخونة وتعويض أهالي الضحايا''. وفي الوقت الذي كانت فيه أشغال اللقاء التشاوري جارية، ظلت مدينة حماة محاصرة، وطغى على المشهد الوطني ''قضية مشاركة السفير الأمريكي في المظاهرات في هذه المدينة''، كما خرج السوريون في مدينة اللاذقية في مظاهرة رفع فيها أكبر علم سوري بطول 15 كلم، لرفض العنف والمؤامرة ودعم الإصلاح الذي دعا إليه الرئيس السوري بشار الأسد.