هل نستطيع القول إن سوريا تعدت الأزمة فعليا؟ == أصلا أنا لا أقر بوجود أزمة في سوريا، وأنا من المدينة التي شهدت احتجاجات أول أمس، لكن ليست بالأزمة، وهذا لا يعني أننا لا نقر بأن هناك مطالب شعبية خدماتية، سياسية، هناك مطالب بخصوص البطالة، وأخرى تتعلق بتحسين القدرة الشرائية ورفع حالة الطوارئ، وكذا مطالب خاصة بالقضاء على الأحكام العرفية وانفراد الحزب الواحد على السلطة، هذا الانفراد الذي لا يجوز في نظم هذا الوقت. * تتهمون كحزب بأنكم تدّعون المعارضة في كلامكم، لكن في الواقع أنتم لسان حال النظام؟ نحن مع محاربة الفساد والخلل أينما وجد، إصلاحيون مع الحق ودائما نقول إن الحقيقة عند الجماهير، نقر أن هناك مطالب مشروعة لها، ونرفض سلوك العنف الذي استخدمه النظام في معالجة الأحداث الأخيرة، ولا نرضى به، لكن نرفض أيضا استخدام العنف من قبل المتظاهرين مهما كانت مطالبهم، فنحن نرفضه كحزب الإصلاح الديمقراطي الوحدوي في سورية شكلا ومضمونا من أي طرف، ونحرص على كرامة الشعب السوري ونتوجه للقيادة السياسية في البلد بالدعوة الملحة إلى حوار شامل تشترك فيه جميع التشكيلات السياسية من أجل نجاح هذا المشروع، ندعو إلى حوار هادئ واعتراف الحزب الحاكم بالأحزاب الأخرى حتى نتوصل إلى صيغة توصلنا إلى تحقيق الديمقراطية.
لكن ترافع عن كرامة هذا الشعب من جهة وتذله من أخرى، كونك تؤيد نظاما اتهمه بالشعب غير الواعي الذي تحركه قوى خارجية، وهذا ما اعتبره السوريون إهانة لهم؟ هذا غير موضوعي على الإطلاق، نحن نرفض نظرية المؤامرة، وضد هذه الاتهامات، هناك مطالب يجب أن تحقق، ليس بالضرورة بمظاهرات، تخريبية، فنحن مع المظاهرات السلمية، لكن الشارع خرج من تلقاء نفسه، لا حزب الله ولا إيران، يستطيع أن يخرج الشعب السوري للشارع، فهو ليس أداة بيد أي جهة خارجية، وليس هناك أي دخل لقوة خارجية فيما يحدث في الشارع السوري، والسبب الرئيسي وراء خروجه المطالب المشروعة له، وفوت وسيفوت على الجميع فرصة تجييشه أو استغلال خروجه للشارع لتنفيذ أجنداته.
صرح مؤخرا ريبال الأسد ابن عم الرئيس السوري وقال إن هذا الأخير سيقود سوريا لحرب أهلية، فهل تؤيده فيما ذهب إليه؟ هذا الكلام غير وارد ومرفوض شكلا ومضمونا، فالرئيس السوري بشار الأسد قائد محنك ومتمرس، يتمتع بشخصية محبوبة لدى الجماهير السورية، ولا يمكن أبدا توقع أن يقود البلاد للهاوية، والخراب، نعلم جيدا أن الشعب السوري يتمتع بوحدة وطنية متينة مهما حصل من هزات ولن يقع في الفتنة، وهو ملتف حول الأسد بكل صدق وأمانة.
لكن هذه الحنكة التي تتكلم عنها قتلت أكثر من 200 محتج سلمي، وجرحت الآلاف؟ أبدا، هذه الإحصاءات مبالغ فيها جدا، وأعطيك مثالا على ذلك يؤكد صحة كلامي، فبتاريخ 25 من الشهر الماضي نقلت وسائل الإعلام أن مظاهرة المعظمية راح ضحيتها الكثير، منهم ثلاث أشخاص من عائلتي، لكن في الواقع لم يصب أي شخص بأذى في تلك المنطقة، وهي مدينتا أعرف كل ما يدور بها من أحداث، كما لم تفقد عائلتي أي فرد، وقس على ذلك، صحيح يحدث احتكاك بين عناصر الأمن والمتظاهرين، في مثل هذه الأحداث، لكن ليس بالصورة التي صورها ونقلها الإعلام الخارجي عن سوريا، إضافة إلى أني أعلم أن الرئيس بشار الأسد أعطى أوامر بعدم استخدام العنف مع المتظاهرين مهما كانت طريقة احتجاجهم، وإن حدث واستخدم العنف فهو عمل معزول، والسلطات فتحت تحقيقا في الموضوع والأكيد أنها ستعاقب المتسببين في الأمر، وهناك بداية لإصلاحات نرجو أن تكون شاملة.
تحدثت عن ضرورة إشراك جميع التشكيلات السياسية في البناء، هل تقصد بالجميع بما في ذلك الإخوان المسلمين؟ الإخوان جزء لا يتجزأ من سوريا وشريحة واسعة من الوطن، وإذا غيّروا إستراتيجيتهم القائمة على مبدأ إلغاء الآخر، واستخدام العنف، وفي هذه الحالة لما لا يشاركون في بناء سور يا.