يبقى الراحل هدفي ميلود واحدا من اللاعبين الممتازين الذين أنجبتهم الكرة في الجزائر وإفريقيا، بالنظر إلى قيمة وإبداع ابن حي ''بروتان''، الذي ولد في 12 مارس .1949 بدأ هدفي ميلود مشواره الكروي مع جمعية وهران، قبل أن ينضم إلى الجار مولودية وهران في صنف الأشبال. ولعب للمولودية إلى غاية ,1971 قبل التنقل إلى وداد تلمسان الذي قدم له في ذلك الوقت عرضا لا يرفض. يتمثل في منصب موظف في بنك وطني بأجرة محترمة، زائد الشقة ومنحة 30 ألف دينار. وكانت أكبر صفقة في ذلك الوقت. ثم عاد إلى المولودية وتوج معها بكأس الجزائر، ولعب مع صفوفها إلى غاية 1980 لينهي مشواره مع هلال سيق. وفي المنتخب الجزائري تدرج هدفي في مختلف الأصناف إلى غاية الفريق الجامعي، وشارك معه في 80 مباراة وضيع ألعاب البحر المتوسط فقط. وبخصوص مشواره كمدرب، فقد درب المولودية في بداية التسعينيات. ومن لا يعرف هدفي قد يكون مجنونا لأن الجوهرة البرازيلية بيلي لقبه ب''القيصر'' على هامش بطولة العالم للقارات، التي جرت بالمكسيك عندما لعب للمنتخب الإفريقي. وفي سنة 1973 أجمعت وسائل الإعلام البرازيلية أن هدفي أحسن فنيا من الألماني بيكنباور لتعدد مميزاته ''البرازيلية''. فقد كان فنانا، أنيقا، ويحسن مداعبة الكرة وواحد ممن أبدعوا تقنية الانفلات من التسلل. ويكفيه فخرا أن المدرب العالمي أيمي جاكي الذي كان يشرف على ليون في 1978 تنقل إلى تلمسان لمشاهدته في لقاء الدور نصف النهائي لكأس الجزائر أمام نصر حسين داي، رفقة اللاعب الكبير ماريو دي نالو الذي كان مديرا عام للفريق من أجل إقناعه بالاحتراف. لكنه رفض رغم أنه كان في ال29 سنة من العمر، وذلك بسبب إصراره على المشاركة مع النخبة الوطنية في الألعاب الإفريقية. وكان هدفي ميلود صاحب شخصية قوية ورجل مبادئ، ففي الألعاب الأفريقية التي جرت بنيجيريا منحه الحكم بطاقة حمراء اضطر إلى تمزيقها، وبسببه تم تغيير البطاقات من ورقية إلى بلاستيكية. كان يحب المولودية و عندما دربها اضطر إلى إخراج 20 مليون من جيبه ليقنع حفيظ تسفاوت بالبقاء. لم يكن يهمه المال. ولأنه ترك شقته في تلمسان، عندما منحته المولودية شقة في وهران فقد منحها للمهاجم مداحي. رحل هدفي ميلود في صمت سنة 1994، ويتمنى زميله في الدرب مجاهد سنوسي أن يحمل الملعب الجديد لوهران اسم هدفي ميلود حتى يتذكره الجميع.