أسّس السّرورية محمّد سرور زين العابدين الإخواني في الأصل، ثمّ تبنّى القطبية ''سيد قطب'' مع عصام العطّار، ثمّ انتقل محمّد سرور إلى السعودية وهنا تطعّم فكره الإخواني بسلفية انتهت إلى تشجيع الشباب على المعارضة المسلّحة والجهاد والذهاب إلى أفغانستان، ثمّ انتقل إلى بريطانيا وأصدر مجلتي البيان والسُنّة، وفي الأردن لعب دوراً في نشر السّلفية الجهادية بين الشباب. يمكن القول إنّ السّلفية الوهابية الجديدة ستزداد تشرذماً في المستقبل بفعل التّداعيات والتّغيّرات في العالم العربي والإسلامي، فحرب الخليج الأولى والثانية شقّت وحدة هذه الجماعات في مسائل التّحريم والتّحليل وحشر الدِّين في السياسة بالتأويل، ومحمد سرور الذي رفض تسمية أتباعه بهذه التسمية التي أطلقها عليهم السّلفي ربيع المدخلي الذي اختلف معهم في مسألة طاعة الحكام وخروج الأمريكان من بلاد الخليج، يدخل اليوم في خلاف آخر حول تأييد الانتفاضة في سوريا، فهو يرى النِّظام السوري طائفيا واستبداديا، وقد كتب أيضاً ''اغتيال الحريري وتداعياته على أهل السنة في لبنان وسوريا''، ويرى أنّ النّظام السوري هو وراء ذلك، من كتبه ''دراسات في السيرة'' و''منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله'' كما أصدر باسم مستعار ''وجاء دور المجوس''. بعض هذه النصوص يجد مجاله بين الشباب في بلاد المغرب العربي رغم التباين بيننا وبين المشارقة في قضايا الطائفية والصراع الشيعي السني في الخليج والمشرق، وعدم إدراك هذا التباين هو وراء تمذهب بعضنا بتعصب ومغالاة، كما أن تفرّع وتفرّخ الحركات الإسلامية، يبرز مدى بشرية التأويل الديني لقضايا السياسة والمال والاقتصاد.