ذاع صيته في مدينة سطيف بشكل غير مسبوق، أطرب الآذان وأبكى أئمة المساجد التي كان يؤذّن بها، يحفظ ثلثي كتاب الله ويدعو ليلاً ونهاراً أن يحفظ الله هذه النِّعمة التي وهبها له من الزوال. يفتخر بكونه داعي النّاس إلى الصّلاة وموقظهم وقت السَّحُور ودليلهم للفطور. الشيخ نسيم سعودي، صاحب 37 ربيعاً، شبهه أهل مدينة سطيف بالقارئ الشيخ الطيّب لفقير الذي اشتهر بتلاوته وأذانه في أنحاء العالم الإسلامي. أبكى الشيخ الواحدي بمسجد بلال بن رباح وسط المدينة كلّما رفع الأذان، ويقول عنه الشيخ خالد زيغمي: ''أتهيّأ نفسياً وروحياً لسرد خطبة الجمعة كلّما سمعت أذانه''. يؤكّد الشيخ نسيم على أنّ الصوت نعمة ربّانية يهبها لمَن يشاء ولا يمكن أن تؤخذ غلاباً، فيما نصح الشباب الذين يملكون صوتاً شجياً بالابتعاد عن الغناء واستثماره في القرآن والأذان. ولم يخف الشيخ نسيم وراثة الصوت عن الآباء والأجداد، فكلّ المقرئين لديهم صلة بأقارب كانوا حفظة ومقرئين، فوالد نسيم الذي جاهد في صفوف الثورة لسبع سنوات، كان يتلو البردة في زاوية القرية، وأمّه كانت من الأصوات المعروفة في التّسبيح بزاوية خليفة بن خلف الله، هذه الأخيرة التي لديها صلة قرابة مع الشيخ الطيب لفقير رحمة الله عليه. من جهة أخرى، قال الشيخ إنه يمرض 5 مرات في السنة بما يعرف ب''البحة'' وهذا نتيجة إجهاد الأحبال الصوتية. ولمّح الشيخ سعودي للعديد من الوسائل للمحافظة على الحبال الصوتية، منها: تجنّب الماء البارد الذي يعتبر عدو المؤذنين عامة، فيجب الابتعاد عن المعاصي وقراءة الأذكار ليلاً ونهاراً، والمداومة على قراءة القرآن الكريم.