تعرف منافسات كرة القدم التي تنظم رسميا تحت مظلة الاتحاديات الوطنية عبر العالم، تلاعبا مفضوحا في النتائج، إلا أن الدلائل تبقى شحيحة لإدانة المخالفين لقواعد اللعبة. ومع ذلك، أدين مسؤولون كثيرون، بسبب قضايا رشوة أثارت جدلا كبيرا وسط الرأي العام، مما دفع بالاتحادية الدولية إلى اتخاذ إجراءات لمحاربة الظاهرة، رغم أن أعضاءها لم يسلموا من اتهامات تتعلق أيضا بالرشوة. أبرمت الفيفا اتفاقا مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، ''الأنتربول''، لمنع التلاعب بالمقابلات، حيث استثمرت الفيفا أموالا كبيرة مقابل الاستفادة من برامج تكوينية، تساعدها على الكشف عن المتورطين في قضايا الرشوة. التنافس على تنظيم المونديال يفضح أعضاء الفيفا كشفت صحيفة ''صنداي تايمز'' عن فضيحة كبيرة هزّت أركان الاتحادية الدولية، بذكرها أن عضوين من المكتب التنفيذي أبديا استعدادهما لتلقي رشوة مقابل إعطاء صوتيهما لبلد مرشح لتنظيم المونديال. ونشرت الصحيفة البريطانية فيديو يطلب فيه النيجيري، أموس أدامو، مبلغ 500 ألف جنيه مقابل صوته. وتخفى محققو ''صنداي تايمز'' في صورة أحد أعضاء شركة أمريكية عملاقة، وأقنعوه بأنهم يريدون شراء صوته لصالح الولاياتالمتحدة من أجل تنظيم كأس العالم، وطلب عضو الفيفا المبلغ لتمويل إقامة 4 ملاعب في نيجيريا. ولم تكتفِ الصحيفة البريطانية بهذا، بل إن عضواً آخر وافق على التصويت لصالح دولة معينة، لكنه كان أكثر طمعاً، بعد أن طلب مليون ونصف مليون جنيه استرليني، وهو رينالد تاماري، رئيس اتحاد أوقيانوسيا، الذي طلب المبلغ بداعي تمويل أكاديمية رياضية. وفي إطار التحقيقات الكبرى التي شرعت فيها، قرّرت الاتحادية الدولية إقصاء رئيس الاتحاد الآسيوي، القطري محمد بن همام، مدى الحياة، لاتهامه بتقديم رشاوى قبل الانتخابات لمنصب رئيس الفيفا أمام المرشح السويسري، جوزيف بلاتير. واستمرت التحقيقات نحو 50 يوماً، عقب اتهام بن همام بمحاولة شراء أصوات في انتخابات رئاسة الفيفا، حيث تم توزيع هدايا نقدية بقيمة 40 ألف دولار أمريكي لكل اتحاد، بحسب المزاعم. العدوى تنتقل إلى تركيا عاشت تركيا في الفترة الأخيرة على وقع صدمة انتقال عدوى الرشوة إلى ملاعبها. وفي هذا الخصوص، قرّرت إدارة نادي بشكتاش التخلي عن كأس تركيا وإعادة الكأس لاتحاد كرة القدم، إلى غاية الانتهاء من التحقيق في قضية الرشوة وتبرئة مسؤوليه المعتقلين على ذمة القضية. واعتقل رئيس الشعبة الرياضية في النادي، سردال أدالي، ومدرب الفريق، تايفور هاوتجو، بتهمة المشاركة في عملية رشوة يعتقد أنها كانت لإبراهيم أقين أحد، لاعبي فريق بلدية إسطنبول، كي لا يحرز أهدافا في المباراة النهائية لكأس تركيا بين الفريقين. وفي تصريح لإدارة نادي بشكتاش تعقيبا على القرار، قالت: ''نحن لا نريد كأسا تحوم حولها الشبهات، ونحن واثقون بالقضاء التركي ومتأكدون من براءة زملائنا''. كما سقط نادي جوفنتوس العريق إلى الدرجة الثانية وجرّد من لقبه، حين تبيّن بأنه قام بترتيب نتائج بعض المباريات في أكبر فضيحة في ''الكاتشيو''. الحارس غروبلار في قفص الاتهام اتهم حارس مرمى ليفربول السابق، الزيمبابوي غروبلار، بالتلاعب بنتيجة مباراة من قِبَل صحيفة ''الصن''، وقد دافع الحارس على براءته من تهمة المؤامرة والفساد، وقد بُرِئ من هيئة المحلّفين في .1997 لكن، حينما ناشدت الصحيفة مقر ''اللوردات''، تم اتهام غروبلار بالغش، وأُمِرَ هذا الأخير بدفع الأتعاب القانونية ل''الصحيفة المذكورة''. مرسيليا يضطر للتخلي عن اللقب أصبح مرسيليا النادي الفرنسي الأول الذي يحمل كأس أوروبا للأندية البطلة في .1993 لكنه جرّد من لقب بطولة فرنسا، كما أنه أنزل إلى الدرجة الثانية في الموسم التالي، بسبب المخالفات المالية وفضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي تورط فيها الرئيس الشهير بيرنار تابي، والذي سُجِن لستة أشهر بسببها. وسحب لقب بطولة فرنسا عام 1993 من مرسيليا بعد قضية الرشوة الشهيرة بين نادي مرسيليا وفالنسيان.