حققت الجهود العالمية لمنع الفساد في عالم كرة القدم اليوم نقلة نوعية مع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن تبرعه إلى المنظمة الدولية للشرطة الجنائية – الإنتربول - بأكبر منحة تحصل عليها من مؤسسة خاصة من أجل إنشاء برنامج غير مسبوق يمتد لعشر سنوات بتكلفة تبلغ عدة ملايين اورو سنوياً ضمن "جناح التدريب لمكافحة الفساد في "مجمع الإنتربول الدولي" في سنغافورة. وكالات قد أعلن عن هذه الخطوة رئيس "الفيفا" جوزيف سيب بلاتر والأمين العام للإنتربول رونالد كينيث نوبل خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر "الفيفا" بمدينة زيوريخ. وبموجب الاتفاق، سيحصل الإنتربول على 4 ملايين اورو في كل من السنتين الأوليين، و 1.5 مليون اورو في كلٍّ من السنوات الثماني التالية. تُعد المبادرة الأطولَ في تاريخ الإنتربول من حيث مدة التمويل، إذ ستستهدف المراهنات غير القانونية وغير النظامية والتلاعب بنتائج المباريات، وهي أمورٌ تبيّن مدى خطورتها من خلال المزاعم الأخيرة حول تورّط مؤسسات مراهنات آسيوية بعمليات تلاعب بنتائج المباريات. حيث تشير تقديرات الشبكة العالمية لتطبيق القانون التابعة للإنتربول إلى أن قيمة مراهنات كرة القدم غير القانونية تصل سنوياً إلى مئات ملايين الدولارات في آسيا وحدها. وفي هذا السياق، ستوفر المبادرة تدريباً وتعليماً من الطراز الرفيع فيما يتعلق بإجراءات الوقاية وحماية الرياضة واللاعبين والجماهير من عمليات الاحتيال والفساد. وقد أعلن أيضاً خلال المؤتمر الصحفي عن إنشاء "مجموعة عمل معنية بالتحقيق في نزاهة المراهنات" التي ستتكون من أعضاء من القسم القانوني وقسم الأمن في "الفيفا" ، بالإضافة شركة نظام الإنذار المبكر. يُذكر أن الإنتربول نسّق مجموعة من العمليات الناجحة التي تستهدف المراهنات في آسيا، حيث تم تنظيم حملة "مراهنات كرة القدم III" طوال كأس العالم 2010 وشمل ذلك جهاز الشرطة في أرجاء الصين (بما في ذلك هونغ كونغ ومكاو) وماليزيا وسنغافورة وتايلندا. ونتج عن ذلك اعتقال أكثر من 5000 شخص ومداهمة حوالي 800 وكر للمراهنات قامت بتعاملات تزيد قيمتها عن 155 مليون دولار. وسيقوم البرنامج بإنشاء منبر تعليمي وعملياتي مستمر لكافة المسؤولين المنخرطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عالم كرة القدم الدولية أو الوطنية. كما سيقدم البرنامج تدريباً إقليمياً ومشورة فيما يتعلق بالأحداث الكروية العالمية مثل كأس العالم وكأس العالم للأندية ، بالإضافة إلى بطولات الشباب التي تشمل الفئتين العمريتين تحت 17 سنة وتحت 20 سنة. بلاتير: " التلاعب بنتائج المباريات خطر جسيم" قال رئيس "الفيفا" إن "التلاعب بنتائج المباريات الرياضية يشكل خطراً جسيماً، ونحن ملتزمون بالقيام بكل ما في وسعنا للتعامل مع هذا الخطر. وفي خضم الصراع ضد المراهنات غير القانونية والتلاعب بنتائج المباريات، تعتبر الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها وحماية اللاعبين ونزاهة اللعبة أموراً بالغة الأهمية. إن العمل المشترك مع السلطات ومع الإنتربول هو شيءٌ جوهريّ من أجل النجاح. ولهذا السبب، تغمرنا السعادة اليوم لإعلان هذه المساهمة التي ستعزز تعاوننا أكثر فأكثر." وخلص بلاتر إلى أن "التلاعب بنتائج المباريات يؤدي إلى زعزعة دعائم اللعبة، وبالتحديد اللعب النظيف والاحترام والانضباط. ولهذا السبب، لا يتسامح الاتحاد الدولي للعبة على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بأي خرق لهذه القيم." رونالد نوبل:" سنقبض على كل متلاعب بالمباريات" امتدح الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل التزام "الفيفا" ورئيسه بالحفاظ على مبدأ اللعب النظيف فيما يتعلق باللعبة الأكثر شعبية ونفوذاً في العالم، مؤكداً أن "الفيفا" قد قام بخطوة كبير من أجل ضمان نزاهة كرة القدم حول العالم من خلال تمويل برنامج طويل المدى لمنع الفساد يتم تصميمه وتطبيقه من قبل الإنتربول الذي يعتبر المؤسسة الشرطيّة الأكبر في العالم بعدد أعضائها البالغ 188 دولة وذلك بهدف مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للدول والتي تحاول إفساد الرياضة ولاعبيها ومسؤوليها وإدارييها." وأضاف نوبل قائلاً: "بينما يتطلع الإنتربول و"الفيفا" إلى المستقبل، فإن إنشاء هذه المبادرة لمكافحة الفساد في المجمع العالمي للإنتربول الذي سيفتح أبوابه قريباً في سنغافورة مع توفير برامج التدريب من المكاتب الإقليمية والوطنية للإنتربول حول العالم سيُساعد كلاً من الإنتربول و"الفيفا" على تحقيق هدفهما المشترك المتمثل في الإبقاء على الرياضة الأكثر شعبية في العالم خالية من التأثيرات الفاسدة لمؤسسات الجريمة المنظمة العابرة للدول." وأكمل الأمين العام للإنتربول قائلاً إن "مجموعات المراهنات غير القانونية والتلاعب بنتائج المباريات أظهرت أن امتداداتها العالمية قادرة على تقويض كرة القدم من قارة إلى أخرى من خلال إفساد الإداريين والمسؤولين واللاعبين، بحيث تتطلب [هذه المجموعات] استجابة عالمية." وقدّم الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل شرحاً حول نوعية الصلات بين التلاعب بنتائج المباريات والمراهنات غير القانونية والجريمة المنظمة على المستوى العالمية، فضلاً عن الكيفية التي ينخرط من خلالها المجرمون المنظمون في منح قروض بفوائد مرتفعة واستخدامهم للتهديد والابتزاز والعنف لجمع الديون وإجبار ضحاياهم اليائسين الغارقين في الديون على تهريب المخدرات وجعل أفراد عائلاتهم ينخرطون في الدعارة." وخلُص نوبل إلى القول: "ولهذا يوفر اتفاق الفيفا والإنتربول فرصة فريدة لتحدي الفساد داخل الملعب وخارجه."