رغم أهمية الحملة الانتخابية للثنائي السويسري جوزيف بلاتير والقطري محمد بن همام المرشحين على رئاسة "الفيفا"، فإن بلاتير رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" منذ 13 عاما، يثق بقوة في أنه سيكسب الانتخابات وسيواصل البقاء لدورة رئاسية رابعة وأخيرة مطلع جويلية المقبل. تحدث بلاتير في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن منافسه على رئاسة "الفيفا" محمد بن همام، وفرص فوزه بالمنصب والأخطاء التي وقعت فيها الاتحادية ومهام المستقبل، بالإضافة إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم النسائية التي تستضيفها ألمانيا هذا الصيف وفيما يلي نص المقابلة: متى كانت آخر مرّة إلتقيتم فيها مع بن همام؟ خلال مؤتمر إتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم في أسونسيون. كيف كان الأمر.. هل سلمتم عليه باليد وتبادلتم معه أطراف الحديث عن موضوع انتخابات "الفيفا" مثلا؟ لا ..على الإطلاق؛ لقد التقينا كما يلتقي الناس عادة في مجال كرة القدم فقد احتضنته وتحدثت معه قليلا قبل أن نذهب للمؤتمر لكنّني لم أدخل في أي مناقشة معه، كان الأمر مجرد أن قلت له: "مساء الخير.. هل أسرتك بخير وصحتك جيدة فحسب". اشتعلت حدة الحملة الانتخابية مؤخرا بشكل ملحوظ. ما رأيكم في الانتقادات الأخيرة التي وجهها إليكم منافسكم؟ أخر انتقادات وجهها لي كان بسبب اتفاقنا مع الإنتربول (لمكافحة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات). كان يتعين عليه أن يصفق للقرار إذ أنه يؤكد في برنامجه الانتخابي عزمه العمل من أجل تحقيق المزيد من الشفافية والتصدي للفساد واتفاقنا مع الإنتربول خطوة مهمة على هذا الطريق إلا أنّ بن همام انتقد الاتفاقية وهو أمر غير مفهوم بالنسبة لي. لكن هل يتم هذا التعاون من خلال دفع 20 مليون أورو للإنتربول؟ لن ندفع 20 مليونا مرّة واحدة ولكنها مقسمة على عشر سنوات. لقد تمّ بالفعل إدراج الثمانية ملايين الأولى في ميزانية 2011 حتى 2014 وتمت الموافقة عليها والمصادقة من قبل اللجنة المالية. يتهمكم بن همام بالتصرف بشكل أحادي وعدم التشاور مع اللجنة التنفيذية فبماذا تردون؟ لا يمكنني دعوة اللجنة التنفيذية للانعقاد في كل مرّة. أنا رئيس تنفيذي فوضتني اللجنة التنفيذية والجمعية العمومية ل"الفيفا" بالتصرف من أجل وضع حد لعمليات التلاعب في مجال كرة القدم سواء كانت تعاطي منشطات أو عنصرية أو فساد أو مراهنات غير قانونية أو عنف وهذا يعني أنه يجب تركي أتصرف.. أكرر مرّة أخرى أنّني أرى أنه كان يتعيّن على بن همام أن يصفق ويقول لي: "أحسنت أيها الرئيس.. أنت الآن تسير على نفس الطريق الذي أعتزم السير فيه". لماذا يتعيّن على ال208 اتحادات الأعضاء في الفيفا التصويت لكم مطلع جويلية المقبل وليس لمنافسكم؟ "الفيفا" كيان ثابت من الناحية المادية والتنظيمية، وهو مثل الوحدة الصلبة ولا يتعيّن هدم هذا الهرم، فثمة مهام لا يمكن تفويض الاتحادات القارية بها. يقترح بن همام زيادة صلاحيات الاتحادات القارية على حساب مركزية قرار ل"الفيفا".. فما رأيكم؟ هو يرغب في إعطاء القوة للاتحادات القارية الست، لا أرى أنّ هذا الأمر من الممكن أن يستقيم ولا يمكنني تصور تغيير كيان "الفيفا" بالكامل في الوقت الراهن ، فالأمر صعب التحقيق لأسباب تنظيمية، أيضا فالكيان التحكيمي وقواعد اللعبة والإجراءات الانضباطية والتأديبية والمباريات الدولية وكل هذه الأمور هل يجب نقلها إلى الاتحادات القارية؟ لا أعتقد أنّ الأمر من الممكن أن يستقيم. ما هي النتائج المحتملة في حال تنفيذ هذا التصور؟ لن تتضرر الاتحادات صاحبة النفوذ الأكبر خاصة أوروبا، أمّا أمريكا اللاتينية فهي ستتخطى الأمر بصعوبة ولكن ماذا سيحدث مع اتحادي إفريقيا وأمريكا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي (كونكاكاف) على سبيل المثال.. كيف يمكن لهذه الاتحادات أن تستمر؟ ونقطة أخرى مهمة: أين هي عالمية كرة القدم في هذه الحالة؟..هذا الوضع قائم منذ 107 أعوام ولا يمكن للمرء التخلص منه بهذه السهولة. لكن صورة "الفيفا" أصبحت سيئة وأنتم رئيس هذا الجهاز الذي يواجه اتهامات بالفساد كما سبق وقال رئيس الإتحاد الانجليزي السابق لكرة القدم دافيد تريسمان إنّ أربعة من أعضاء اللجنة التنفيذية طلبوا الحصول على خدمات مقابل إعطاء أصواتهم لملف إنجلترا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2018.. فما تعليقكم؟ هذه الأمور تصيبني بحزن مزدوج، أولا لأن هذه الاتهامات تضرّ بسمعة "الفيفا"، وثانيا لأنه لم يتم الحديث عنها قبل الآن. لماذا لم يتكلم اللورد تريسمان قبل ذلك؟ كان من الممكن أن يتحدث في وقت سابق وتحديدا وقت الإعلان عن الدول المستضيفة لكأس العالم مطلع ديسمبر 2010 ولكنه انتظر ستة أشهر قبل أن يتحدث.. مسألة غريبة!. لماذا برأيكم جاءت هذه الاتهامات الآن؟ هل تعتقدون بوجود رغبة من الإنجليز في إلحاق ضرر شخصي بكم لأنهم لم يحصلوا إلا على صوتين فقط في السباق على استضافة كأس العالم 2018؟ لا أعلم. هل هناك سبب في اختيار هذا التوقيت بالذات للحديث عن اتهامات جديدة؟ ليس من الجميل بالطبع أن نقرأ عناوين صحف في هذا التوقيت بالذات تتحدث عن اتهامات فساد جديدة ل"الفيفا". هل تشعرون بالألم لأن اتهامات الحصول على رشوة ترتبط دائما بنفس الأسماء؟ وهل آن الأوان أخيرا لتسريح بعض العناصر من "الفيفا"؟ أعدك بأننا سنتعامل بحزم مع العلم بأن الوضع ليس بهذه السهولة فكل اتهام يجب إثباته أولا، إذ أنّ مجرد الاعتماد على بعض الأقوال لا يكفي للتدخل الحاسم، فالكثير من هذه الأمور هي شائعات تكفي لصناعة عنوان خبر صِحفي لكنها لا تكفي لاتخاذ إجراءات قانونية. لكن لا يمكنكم بالطبع أن تضمن نزاهة جميع الأعضاء بنسبة 100%؟ يمكنني الحديث عن نفسي فحسب.. حاول بعض الناس إثبات أي شيء ضدي لسنوات طِوال لكن دون جدوى. إذن أنتم تضمنون نزاهتكم الكاملة؟ أقول دائما إنّ تربيتي والفترة التي قضيتها في الجيش تركت أثرها عليّ، فقد قضيت حوالي 1400 يوم في الخدمة وفي النهاية توليت قيادة فوج وإذا قيل الآن أنّ قائد هذا الفوج متورط في أي شيء فسأجد 3500 جندي كانوا تحت قيادتي أمامي في الغد.. الأمر ليس مزحة. إنضم رئيس الإتحاد الألماني تيو تسفانتسيغر مؤخرا للجنة التنفيذية ل"الفيفا" خلفا لفرانز بيكنباور.. كيف تقييمون الإتحاد الألماني لكرة القدم؟ يمكن الاعتماد دوما على الإتحاد الألماني لكرة القدم وأعتقد أنّ عليّ إرسال تحيّة خاصة لتيو تسفانتسيغر، فبالرغم من كل الرياح المضادة وقف وقال إنّه يُؤيد بلاتير وأنا سعيد لأنه صار في اللجنة التنفيذية فهو رجل قانون يعرف الرياضة جيدا وصاحب كفاءة مميزة. ستنطلق في ال26 من جويلية المقبل بطولة كأس العالم للسيدات في ألمانيا وأنتم شخصية معروف عنكم دعمكم لكرة القدم النسائية فما الذي تنتظرنه من هذه البطولة؟ هذا حدث مهم للغاية بالنسبة لي فأنا مرتبط بكرة القدم النسائية منذ فترة، كما أنّني دعمت تقدمها بقوة وسبق وقلت في عام 1995 إنّ "مستقبل كرة القدم سيكون نسائيا". أمّا الآن وقد حصل الألمان على حق تنظيم هذه البطولة، فأنا على ثقة بأنهم سيخرجون منها شيئا عظيما، كما أن بيع جميع تذاكر المباراة الافتتاحية بين ألمانيا وكندا يدل على أنّ نجاح هذه المسابقة مهم للتدليل على القيمة التسويقية للاعبات ولكرة القدم النسائية كما أتوقع أن تكون البطولة ممتعة من ناحية اللعب أيضا. لماذا تتقدم مستديرة الرجال عن النساء بخطوات كثيرة؟ الأمر كذلك من منطلق الفكر الاقتصادي أيضا إذ يجب البحث عن أسواق جديدة لكرة القدم النسائية فهي تستحق. أيهما تفضلون مشاهدته.. الكرة الخاصة بالرجال أم النساء؟ أحب مشاهدة كرة القدم بشكل عام، أمّا المتعلقة بالنساء فأنا أحب مشاهدتها عندما تظهر هذه الأخيرة مهاراتها أين يتغلب الذكاء والطريقة الراقصة على اللعب القتالي. المرأة غير موجودة تقريبا في قيادات "الفيفا" هل أنتم بحاجة للمزيد من النساء فيها؟ بالتأكيد الاتحادات القارية تختار أعضاء اللجنة التنفيذية وعددهم 24 عضوا ولكنّني أعتقد وأفكر في أن نرفع العدد إلى 25 على أن يكون بينهم امرأة بشكل إلزامي.. يجب أن ندعم وجود المرأة. ما الذي سيتغيّر في الفترة ما بين 2011 حتّى 2015 داخل "الفيفا" في حالة ما إذا استمر جوزيف بلاتير في رئاستها؟ سنكون مؤسسة مسلحة جيّدا للتصدّي والتعامل مع وقائع الفساد وسنحسن من وسائل الاتصالات داخل "الفيفا"، هذه هي مهمتي. إذا رأينا وجود ضرورة للتغيير في بعض الأمور، فمن الممكن أن نشكّل لجنة تهتم بهذا الأمر وتتقدم باقتراحات حول الأشياء التي يتعين تغييرها، وفيما عدا ذلك سيواصل "الفيفا" العمل من أجل النظام واللعب النظيف والاحترام. هل فكّرتم في إلقاء خطاب في الأوّل من جويلية؟ كلمة الشكر التي سأقولها ستكون واحدة في كل الأحوال ونصها هو: "أشكر ثقتكم سواء فيما يتعلق بالماضي أو المستقبل ولكنّني لا يمكن أن أخسر الانتخابات". أنتم متأكدون من أنّه سيعاد انتخابكم.. ما الذي يجعلكم متفائلون بهذا الشكل؟ أتمتع بثقة في نفسي وأثق في أنّ الاتحادات ستختارني لرئاسة "الفيفا" لأربعة أعوام أخرى. إعداد: وسيم عباس