تأخذ أيام رمضان عند مغني الراب المغترب بفرنسا لطفي دوبل كانون، منحى آخر، يختلف نوعا ما عن أيام السنة، إذ يبتعد كل البعد عن الغناء، ولا يكون بذلك شهر رمضان بالنسبة إليه إلا شهرا للعبادة، والتفرغ للاعتكاف في المسجد وتلاوة القرآن الكريم. يوميات يقضي لطفي دوبل كانون طيلة أيام الشهر الفضيل متنقلا ما بين بيته والمسجد، قد يلغي كل ارتباطاته الفنية، ويبتعد عن إحياء السهرات والحفلات، ويستهل يومه باكرا، خاصة أنه ليس من النوع الذي يحبذ النوم كثيرا. وأول ما يقوم به عند ترك فراشه هو التوجه صوب حاسوبه، والإطلاع على جديد الصحف، وما تحمله من أخبار وأنباء، ليظل على اطلاع بالأوضاع في بلده الأم، يوضح لطفي ''رغم أن الصيام خارج الديار يختلف نوعا ما عن الصيام بأرض الوطن، إلا أنني أحاول وزوجتي تذليل الأمر، والاستمتاع بصيام الشهر الكريم وكأننا في البلد''. ويقضي لطفي الفترة الصباحية رفقة ابنه نعيم، ذو الثلاث سنوات، فيطعمه وقت الغذاء وينوّمه، ثم يتوجه إلى المسجد لأداء صلاة الظهر، ليقصد محلات بيع الخضر والفواكه من أجل اقتناء لوازم إعداد الفطور، يبرز المتحدث ''لا أحب إضاعة وقتي في الأسواق في شهر رمضان، إذ أشتري لوازم البيت على جناح السرعة وأعود إلى البيت، حيث أصلح ما يجب إصلاحه، وأقوم بالأشغال الضرورية، وأقرأ ما تيسر من القرآن الكريم''. عندما يعود لطفي من صلاة العصر، يتفرّغ للورد، إذ يواظب على قراءة حزبين يوميا ليختم الكتاب الحكيم في 30 يوما، وبعدها يؤدي بعض التمارين الرياضية قبيل أذان المغرب. على مائدة الإفطار لطالما عرف لطفي دوبل كانون بأغنية الشارة التي كان تطل بها يوميا على متتبعي حصة ''بوراكة''، على التلفزيون الجزائري قبيل الإفطار، والتي يقول فيها ''كل يوم بوراكة ومعها جاري سخون''، وهو بذلك ترجم أكلاته المفضلة دون زيادة ولا نقصان، إذ لا يرى لطفي بديلا عن الاثنين طيلة الثلاثين يوما، خاصة أنه ليس من النوع الذي يأكل كثيرا. هلاليات لا تختلف سهرة لطفي عن الفترة الصباحية، فبعد الإفطار، يكون الاتجاه صوب المسجد، حيث يؤدي صلاة التراويح، ثم يعود إلى بيته ليتصفح شتى المواقع الإلكترونية، ويتابع جديد الحملات الخيرية التي أطلقها، خاصة المتعلقة بكسوة عيد الفطر. وبعد أخذ قسم من الراحة، يعاود إلى المسجد للتهجّد.