يغيّر الكثير من الناس عاداتهم المألوفة طوال السنة فجأة بحلول شهر رمضان، فيما يخص الأكل، النوم، العمل... إلخ، حيث يضاعف عدد منهم واجباتهم الغذائية فور أذان المغرب، ويتناولون كميات هائلة من مأكولات ومشروبات لا يطيقونها ولا يملكون القدرة على استيعابها ولا هضمها، لتراهم ساعات معدودة فقط بعد الأذان يشتكون من أعراض لا تعد ولا تحصى، كالدوخة، الغثيان، الحرقة، الانتفاخ، التقيؤ، الصداع، الآلام، الإسهال... إلخ الذي غالبا ما تدوم، خاصة في غياب التداوي والاستمرار في أكل أي شيء. كما يغيّر البعض الآخر ساعات نومهم من الليل إلى النهار، وينامون طول النهار، ويسهرون طوال الليل عكس ما ألفه جسمهم الذي سيتأثر طبعا بهذا التغيير المفاجئ، لتتلف وظائفه وتعكر مزاجه، لأن الجسم يعمل بصفة تلقائية حسب ما ألفه منذ ولادته. وإن أكثر أسباب الأمراض هي هذه التغيرات المفاجئة في العادات التي ألفها الجسم، تماما مثل التغيرات الجوية التي تحدث أمراضا فصلية إذا ما لم يأخذ الشخص الاحتياطات اللازمة. كذلك فيما يخص العمل الذي يتخلى عنه بعض الناس الذين بمجرد حلول شهر رمضان يأخذون عطلتهم السنوية من أجل الخلود للراحة التامة والخمول والكسل، وبالأحرى الصيام عن العمل، لا يتحركون ولا يبذلون جهدا، كل ما يقومون به هو مشاهدة التلفزيون غالبا دون مغادرة فراشهم وطول الشهر المعظم، حتى يجدوا أنفسهم عاجزين عن أداء أدنى واجباتهم اليومية. الصيام عبرة يجب على الصائم أن ينهض باكرا وينشط، ويقوم بعمله بكل يقظة وحيوية، دون الإفراط لا في الأكل ولا في النوم ولا في العمل.