إجراءات على الحدود لتسهيل استقبال اللاجئين الليبيين أمام موجة النزوح الجديدة، فتح أهالي المنطقة بيوتهم على مصراعيها لاحتضان العائلات الليبية الهاربة، بعد قرار السلطات العليا في البلاد الذي صدر أمس الأول، والقاضي بالسماح لهذه العائلات بدخول التراب الجزائري لاعتبارات إنسانية. وتلقت مصالح الشرطة والجمارك بمراكز العبور توجيهات واضحة تحث فيها عناصرها على ضرورة تقديم المساعدة لليبيين الفارين من الظروف الصعبة والاستثنائية التي تعيشها بلادهم، فيما وجهت تعليمات صارمة بمنع دخول أشخاص غير حاملين لوثائق تثبت هوياتهم إلى التراب الجزائري، مخافة النتائج العكسية والسلبية على الوضع الداخلي للبلاد. وكشفت مصادر مسؤولة ل''الخبر'' أنه وإلى غاية مساء أمس تم تسجيل عبور أزيد من 420 ليبي، من مختلف الأعمار، الحدود الجزائرية، ودخلوا التراب الوطني بين صباح أمس وليلة أمس الأول، معظمهم أطفال ونساء وكذا شيوخ طاعنون في السن، قدموا من عدة مدن ليبية كسبها وأباري وغات وغدامس، حيث سخرت إجراءات تضامن استثنائية لتلبية حاجياتهم وتم تخصيص جزء من المدارس لإيوائهم، بالإضافة إلى تخصيص فريق طبي يسهر على الرعاية والمراقبة الطبية والنفسية الدائمة للوافدين، خاصة وأن أغلب الفارين من الحرب لا زالوا تحت تأثير الصدمة. وقالت مصادرنا إن أكثر من 32 ليبيا وصلوا إلى التراب الجزائري في حالة صحية حرجة، تم نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفيات لتلقي العلاج الضروري بعد أن تمكنوا من دخول الجزائر بصعوبة كبيرة. وتضيف ذات المصادر أن هناك المئات من الليبيين ما زالوا ينتظرون تسوية وثائقهم على مستوى المراكز الحدودية بكل من الدبداب، طارات وتين ألكوم للدخول إلى الأراضي الجزائرية هروبا من انفلات الأوضاع بليبيا، التي فقد سكان معظم مدنها كل معاني الحياة الكريمة الآمنة والمستقرة، بعد تردي أوضاعهم، بسبب النقص الكبير المسجل في الأغذية والأدوية وحتى الفراش.