الصحابي الجليل البراء بن مالك بن النضر، رضي الله عنه، أخو أنس بن مالك خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأحد الأبطال الأقوياء، بايع تحت الشّجرة، وشهد أحُداً وما بعدها من الغزوات مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عاش حياته مجاهداً في سبيل الله. كانت كلّ أمانيه أن يموت شهيداً، وقتَل بمفرده مائة رجل في المعارك الّتي شارك فيها، وشارك في حروب الردة، وها هو ذا يوم اليمامة يقف منتظراً أن يصدر القائد خالد بن الوليد أمره بالزحف لملاقاة المرتدين، ونادى خالد: الله أكبر. فانطلقت جيوش المسلمين مكبّرة، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك. ورجع، رضي الله عنه، وبه بضعة وثمانون جرحاً ما بين ضربة بسيف أو رمية بسهم، وحُمل إلى خيمته ليداوى، وقام خالد بن الوليد على علاجه بنفسه شهراً كاملاً. وعندما شُفي، انطلق مع جيوش المسلمين الّتي ذهبت لقتال الفرس. وظلّ البراء رضي الله عنه يُقاتل في سبيل الله معركة بعد أخرى، متمنياً أن يحقّق الله له غايته، وها هي ذي موقعة تُسْتُر تأتي ليلاقي المسلمون فيها جيوش الفرس، وتتحقّق فيها أمنيته واستشهد، وكانت وفاته في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 20ه.