هو سِماك بن خرشه، وقيل سِماك بن أوس بن خرشه بن لوذان الأنصاري المكنى "أبو دجانه"، شهد بدرا وأحدا وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبت رضي الله عنه يوم أحد مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبايعه على الموت، ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد هو ومصعب بن عمير، فكثرت فيه الجراحات. عرض النبي صلى الله عليه وسلم سيفه يوم أحد وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه فأحجم القوم، فقال أبو دجانة: وما حقه يا رسول الله ؟ قال: تقاتل به في سبيل الله حتى يفتح الله عليك أو تقتل، فقال أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ففلق به هام المشركين وكان رضي الله عنه من الشجعان المشهورين بالشجاعة. كانت له عصابة حمراء، يعرف بها في الحرب، فلما كان يوم أحد وضعها على رأسه، واختال بين الصفين (المشركين والمسلمين)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه مشية يبغضها الله، عز وجل إلا في هذا المقام ، وهو من فضلاء الصحابة. استشهد يوم اليمامة بعدما أبلى فيها بلاء عظيما، وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون من ورائها، فلم يقدر المسلمون على الدخول إليهم، فأمرهم أبو دجانة أن يلقوه إليها، ففعلوا، فانكسرت رجله، فقاتل على باب الحديقة، وأزاح المشركين عنه، ودخلها المسلمون فقتل في تلك الموقعة، فقال الشاعر فيهم: عباد ليل إذا جن الظلام بهم.. كم عابد دمعه في الخد أجراه وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم.. هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا.. يشيدون لنا مجداً أضعناه