تفنن الروائي بوعلام صنصال في الكذب، لما صرح منذ يومين، على بلاتو حصة ''المكتبة الكبرى'' التي تبثها قناة ''فرانس ''5، أن أعماله الروائية ما تزال تتعرض للمنع في الجزائر. والغرض من هذه الكذبة، هو نسج صورة الكاتب المضطهد، المرحب به في حصص تلفزيونية ترعى أفكار الانشقاق. ومن وراء الكذب، يسعى صنصال لإضفاء موقف سياسي على أدبه، حتى يضمن الرواج لأعماله التي لا تستحق بأن تكون مرفقة بكل هذا الافتراء. تصريح صنصال كاذب، لأن روايته الأخيرة ''قرية الألماني'' تباع بشكل عادي في مكتبات الجزائر العاصمة، بسعر ألف ومائتي دينار. يشتريها الناس بشكل عادي، ويقرأونها دون أن يتعرضوا للمضايقة ولا للمساءلة. لكن في مخيلة بوعلام صنصال، وفي تفكيره، ليس الواقع على هذه الصورة. إنه واقع مغاير تماما، فهو يروّج لوضعية كارثية وتعيسة، تحكمها محاكم التفتيش، بحيث تتعرض الكتب للمنع، وربما يتعرض الكتاب للاعتقال، وغيرها من الأوضاع التي ترضي وسائل الإعلام الغربية، وتخدم مصلحة صنصال الروائي الذي اكتسب في السنوات الأخيرة، وفي ظرف زمني قصير جدا، صورة الكاتب المضطهد في بلاده. فبعد أن انتهى عهد الروائيين المنشقين عن المنظومة اليسارية في أوروبا الشرقية، جاء دور الكتاب المسلمين المنشقين عن الإسلام باعتباره الخطر الجديد على الغرب. ويعد بوعلام صنصال أحد هؤلاء، أو بالأحرى هكذا تقدمه وسائل الإعلام الفرنسية والألمانية، حيث تلقى أعماله رواجا كبيرا. يدرك صنصال أن الأدب في فرنسا لا يحقق المبتغى، ولا يروج له، ولا يثير الانتباه، بدون مواقف سياسية مناهضة للسلطة وللمجتمع. فالتقاليد الثقافية الفرنسية تقوم أكثر على الإيديولوجية، وليس على القيمة الفنية، وبالتالي فهو بحاجة لمواقف سياسية يستند إليها، تمكنه من الظهور في صورة روائي مضطهد، يتعرض للقمع من قبل السلطة السياسية، ولا يستطيع التعبير عن أفكاره بسبب إسلام غير متحرر، كما صرح لأسبوعية ليكسبريس منذ أسبوعين، فيلعب على وتر حساس، هو وتر حرية التعبير والرأي، لتحقيق المهمة الموكلة إليه، وهي تحريف الواقع، وتزييف الصورة. ويصبح الكذب وفق هذا الحال أسلوب تفكير وطريقة مثلى للإقناع، وصناعة الصورة النمطية التي لا تتغير. [email protected]