استغلت ''الخبر''فرصة حضور نجم المنتخب الوطني وصانع ألعاب نادي باريس سان جرمان الفرنسي، مصطفى دحلب، حفل تكريم سيد أحمد بلكدروسي بوهران، لتسأله في شؤون الكرة الجزائرية وتعيين المدرب الفرانكو بونسي، وحيد حاليلوزيتش، وأمور أخرى يكشفها النجم السابق لباريس سان جرمان وشباب بلوزداد في هذا الحوار. بماذا تعلق على الحفل الذي أقيم على شرف بلكدروسي؟ صراحة الحفل كان رائعا وحضور النجوم الكبار من أجل هذا للاعب الذي كان قناص الأهداف دليل على قيمته لدى زملائه. كانت لي فرصة مواجهته في البطولة عندما كنت ألعب مع شباب بلوزداد، عندما عدت إلى الجزائر من أجل الخدمة الوطنية. وأتذكر كيف أنه كان يملك حس التهديف وقوة الارتقاء في الكرات العالية. وعندما ترى كل هذه الأسماء حاضرة في هذا الحفل تدرك قيمة هذا اللاعب وشعبيته التي كان يتمتع بها في السبعينات والثمانينات. لو نتحدث عن المنتخب الوطني وتضييعه ورقة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012؟ فريق مونديالي لا يتأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا، صراحة الأمر مؤسف جدا ولم أكن أتصور أن نعجز عن الظفر بتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا، رغم وجود المغرب في مجموعتنا. كان علينا الحفاظ على نفس الروح التي أظهرها المنتخب في التصفيات المؤهلة للمونديال والاستفادة من المشاركة الإيجابية التي ظهر بها المنتخب في كأس إفريقيا للأمم التي جرت في أنغولا. هل يمكن القول إن منتخبنا الوطني عاد إلى نقطة الصفر؟ أعتقد أننا لم نحفظ الدرس جيدا، فمشكل المنتخب الوطني ليس ماديا بقدر ما هو مشكل ذهني، حيث لم نسطر العمل على المدى البعيد واكتفينا بالتخطيط على المدى القصير فقط حسب رزنامة المنافسات الدولية، في الوقت الذي كان على المسؤولين، بعد مونديال جنوب إفريقيا، التخطيط ومحاولة التركيز على القاعدة، مع توفير الإمكانيات الكبيرة حتى نشرع في تكوين منتخبات وطنية قائمة على قواعد متينة، وانتقاء من تتوفر فيهم بعض الشروط كحب الوطن وتقديس القميص الذي يلبسونه. لكن للأسف مازلنا نعتمد على المدرسة الفرنسية وإقناع بعض اللاعبين الذين يلعبون في نواد متواضعة من أجل تقمص ألوان المنتخب الجزائري. هل من توضيح أكثر؟ في وقت سابق كان اللعب في المنتخب واجبا مقدسا. لم نكن نشترط المال أو نحاول التبرير، رغم الضغوطات التي كنا نعيشها مع أنديتنا. ومع هذا حاولنا أن ندخل التاريخ بالأداء والصورة التي ظهرنا بها في مونديال إسبانيا، ولم نكن نفكر في الخلفيات والعواقب أو مستقبلنا الذي كان غامضا، بل بالعكس اللعب للمنتخب كان أهم من كل شيء، عكس ما نسمع اليوم عن بعض اللاعبين المغمورين الذين يترددون في قبول حمل ألوان المنتخب الوطني أو انتظار التفاتة من المنتخب الفرنسي أولا. ما هو الحل في رأيك؟ علينا العودة إلى التكوين بالطريقة الجزائرية وتوفير كل الإمكانيات من أجل استغلال المواهب الموجودة في كل الأزقة والأحياء الجزائرية. وعلينا أيضا أن نشرع من الآن في العمل القاعدي لتحضير خليفة كويسي، مرزقان. وأذكر هذين الاسمين لأنه منذ 10 السنوات لم نملك ظهيرين تتوفر فيهما مقاييس هذا الثنائي. وماذا عن المدرب حاليلوزيتش؟ وحيد حاليلوزيتش كان لاعبا كبيرا وصنع أفراح الأندية الفرنسية، خاصة نادي نانت الذي لعب له عدة سنوات. أعتقد أن هذا الرجل يملك مواصفات المدرب القادر على إعادة هيبة الكرة الجزائرية، لكن يجب منحه الوقت الكافي، عاما أو عامين، حتى نتمكن من اكتشاف لمسته ومعرفة طريقته في التعامل مع عقلية اللاعب الجزائري سواء كان محترفا في أوروبا أو المحلي. ما تعليقك على الأسماء الكبيرة التي اختارت الاحتراف في الخليج ؟ يجب ألا نلومها، لأن اللاعب دائما يفكر في مستقبله، لكن علينا ألا نعتمد عليهم في المستقبل، وأن نمنح الفرصة للشبان وللاعبين الذين يأتون بالإضافة. وإذا كان اللاعب الذي يلعب في قطر برهن العكس، فهذا يؤكد أن احترافه في الخليج لم يؤثر عليه. لكنني أعود وأؤكد بأنه على المدرب إحداث ثورة في التشكيلة حتى نعود إلى الواجهة بعد سنتين على الأقل.