يقول الله تعالى ''ولله على النّاس حِجُّ البيتِ لمَن استطاع إليه سبيلاً ومَن كفر فإنّ الله غنيٌّ عن العالمين'' آل عمران.97 فالحج فرض عين، مرّة في العمر إذا توفّرت الشروط، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''أيُّها النّاس قد فرض الله عليكم الحج فحجّوا'' أخرجه مسلم. وفضل من الله عزّ وجلّ ونعمة منه على عبده أن يوفّقه لأداء فريضة الحج خاصة حجّة الإسلام، وعلى المؤمن أن يُقابِل النِّعمة بالشُّكر والحمد، والشّكر بكون بالقلب واللّسان والجوارح، وهذا ما نريد تلخيصه في بعض الآداب، الّتي ينبغي على الحاج الّذي يريد وجه الله بحجة التأدّب بها، منها وجوب الإخلاص لله وتوحيده، ورجاء ثوابه واتّباع السُنّة، حتّى يكون الحجّ مبروراً، والحج المبرور جزاؤه الجنّة. الابتعاد عن الغضب وعمّا يثيره، ممّا يؤدّي بالحاج إلى أحوال وأفعال قبيحة، ''وَقُلْ لعبادي يقولوا الّتي هيَ أحسنُ إنّ الشّيطان ينزَغُ بينَهُم إنّ الشّيطان كان للإنسان عَدُوًّا مُّبيناً'' الإسراء.53 وقال سبحانه وتعالى: ''الحجُّ أشهُرٌ معلومات فمَن حجَّ فيهنَّ الحجَّ فلا رفَثَ ولا فسوق ولا جِدال في الحجِّ'' البقرة.197 وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''الكلمة الطيّبة صدقة'' أخرجه البخاري ومسلم. اعلموا أنّ إيذاء المؤمنين والمؤمنات بالقول القبيح وبالضرب حرام وتقبيل الحجر أو الشرب من ماء زمزم وغيرها سُنّة، فكيف يرتكب الحرام من أجل فعل سُنّة؟ إذا أشكل على الحاج فلابد من سؤال أهل العلم، فإنّ الله تعالى يقول ''فاسألوا أهلَ الذِّكرِ إنْ كنتم لا تعلمون'' الأنبياء.07 إذا لم يستطع الحاج تقبيل الحجر الأسود فيكفي أن يشير إليه بيده وأن يكبّر حتّى لا يؤذي غيره من الحجاج ولا يتأذّى.