لقي أربعة أشخاص، منهم امرأتان، مصرعهم وأصيب تسعة آخرون، وسط قتال عنيف اندلع صباح أمس الخميس، في العاصمة اليمنية صنعاء، بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح وقوات مؤيدة للحراك الشعبي. قال شهود عيان ومصادر طبية إن قناصة قتلوا امرأتين أثناء وجودهما في ساحة التغيير بصنعاء، في حين سقط الرجلان خلال إطلاق قذائف على هذه الساحة. وتجدد القتال بين القوات الموالية للحكومة اليمنية ومسلحين معارضين ورجال قبائل، في وقت تستمر فيه الجهود لإحياء المبادرة الخليجية للنقل السلمي للسلطة في اليمن. وتشير بعض التقارير إلى سقوط عدد من القتل والجرحى في القتال القريب من المدخل الجنوبي لساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. وكانت مصادر دبلوماسية خليجية في صنعاء قد ذكرت لقناة ''بي بي سي'' أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، طلب من المعارضة اليمنية مهلة 48 ساعة، انتهت مساء أمس الخميس، لإقناع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أو نائبه عبد ربه منصور هادي بالتوقيع على المبادرة الخليجية، والبدء الفوري في ترتيبات نقل السلطة سلميا. في هذه الأثناء سمع دوي انفجارات ضخمة في حي حدة السكني، فيما يعتقد أنها قذائف مدفعية سقطت على منزلي اللواء علي محسن، والشيخ المعارض للنظام حميد الأحمر. وتتهم الحكومة القوات المنضمة للمحتجين بانتهاك وقف إطلاق النار، ونشر قواتها في عدد من شوارع العاصمة. وشهدت عدد من المدن اليمنية، أمس، تظاهرات واحتجاجات تنديدا بقتل المتظاهرين، وإصرارا على ما يسميه المتظاهرون ب''الحسم الثوري''. كما دارت مواجهات ضارية في محيط قاعدة الصمع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري في أرحب شمال صنعاء، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي على مناطق عدة أدت إلى نزوح مزيد من السكان. وتعتبر اشتباكات الخميس امتدادا للقتال العنيف الذي اندلع الأربعاء بين القوات الموالية لصالح والمنشقة عنه في محيط القصر الجمهوري في صنعاء. وجاءت اشتباكات أول أمس الأربعاء بعد ساعات قليلة من اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم بين مختلف الأطراف اليمنية لإنهاء الصراع الدامي. وكان نائب الرئيس اليمني قد وافق مساء الثلاثاء على توقيع الهدنة، بعد مفاوضات مكثفة مع مبعوثين يمنيين ومبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر والزياني. وقد قتل عشرات اليمنيين في المصادمات الدامية التي شهدها اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، وكان معظمهم من المدنيين العزل.