سقط قتيل وعدد من الجرحى في اشتباكات وقعت في صنعاء بين قوات موالية للرئيس اليمني وأخرى معارضة له مما أعاد أجواء التوتر الأمني للعاصمة في وقت لا تزال الأزمة السياسية تراوح مكانها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر طبية قولها إن جنديا من القوات المنشقة عن الرئيس اليمني قتل في اشتباكات وقعت أمس بين جنود من الفرقة الرابعة الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح واللجان الأمنية في ساحة التغيير بصنعاء. كما ذكرت الوكالة نقلا عن شهود عيان أن الاشتباكات -التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة- وقعت في ساعة مبكرة من صباح أمس عند المدخل الشرقي لساحة التغيير حيث قام الجنود الموالون للرئيس بإطلاق النار على المحتجين لدى محاولتهم توسيع مناطق اعتصامهم في الساحة مما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات. وكانت وكالة يوبي آي نقلت عن مصدر يمني وشهود عيان قولهم إن قوات تابعة لقوات الأمن المركزي التابعة لنجل الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني يحيى محمد صالح وفتحت النار من جهة شارع الزراعة مما أسفر عن إصابة عشرة بجروح. وأكد الشهود أن عناصر القوات الأمنية اعتلوا أسطح المعهد الصحي وبنك الدم شرق ساحة التغيير، وأطلقوا النار مباشرة على الحواجز الأمنية للفرقة الأولى مدرع التي أعلنت تأييدها للمحتجين تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس صالح.وأضافوا أن عناصر اللجان الأمنية بساحة التغيير -المدعومين بجنود الفرقة الأولى- قاموا بالرد على مصادر النيران. وكانت مصادر اعلامية ، قد أفادت في وقت سابق بإصابة خمسة أشخاص خلال محاولة قوات الأمن اليمني وموالين لها اقتحام ساحة التغيير في العاصمة صنعاء فجر أمس. وشهدت المدن اليمنية أمس الأول مظاهرات لمعارضي ومؤيدي الرئيس صالح حيث انطلق المعارضون في إطار "جمعة الوعد الصادق" بمظاهرة من ساحة التغيير إلى تقاطع شارع الستين رافعين شعارات تطالب صالح بالتنحي عن الحكم، وتنفيذ المبادرة الخليجية ووقف إهدار دماء اليمنيين بالحروب المندلعة في محافظات صنعاء وأبين وتعز. بالمقابل تظاهر الآلاف من مؤيدي الرئيس صالح في تحرك أطلق عليه اسم "جمعة رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه" عبروا فيها عن تأييدهم لما وصفوه الشرعية الدستورية، وبقاء الرئيس صالح في الحكم حتى انتهاء الفترة الدستورية عام 2013. سياسيا، اتهمت اللجنة القانونية في ساحة التغيير بجامعة صنعاء أمس الأول ، السعودية بتوفير الدعم لنظام الرئيس علي عبد الله صالح لارتكاب جرائمه، وحذرت من أن ذلك سيخلق العداء بين الشعبين اليمني والسعودي. وقال رئيس اللجنة المحامي باسم الشرجبي في بيان إن صالح يقوم باستغلال المبادرة الخليجية لتنفيذ مخططات عدوانية لإدخال اليمن في دوامة الفوضى بغطاء سعودي. وكان اللواء على محسن الأحمر -المنشق عن الجيش اليمني والذي أيد مطالب المحتجين- قد التقى أمس الأول السفير السعودي بصنعاء علي الحمدان وبحث معه تطورات مطالب المحتجين، وقالت مصادر المعارضة إن السفير السعودي أكد على ضرورة تنفيذ المبادرة الخليجية التي تنص صراحة على تنحي الرئيس صالح.من جانبها، حذرت جماعة الحوثي من ما أسمته التدخل الأمريكي لاستهداف ثورة اليمنيين المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح تحت غطاء الحرب على الإرهاب. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند قالت في بيان الخميس إن واشنطن ترى بوادر مشجعة من الحكومة والمعارضة في اليمن تدل على استعداد جديد لتنفيذ انتقال سياسي في إشارة منها إلى قرار الرئيس صالح في 12 سبتمبر الجاري تخويل نائبه التوقيع على خطة لانتقال السلطة تم التوصل إليها بوساطة مجلس التعاون الخليجي.