انتشار مذهل للسلاح في شوارع طرابلس أعلن مكتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تنسيق عميق مع المجلس الانتقالي لمراقبة مخازن الأسلحة وتدمير البعض منها. وتخشى واشنطن وقوع الصواريخ أرض-جو المنقولة بين أيدي الإرهابيين، والتي قد تستعمل ضد طائرات حلف الناتو المحلقة في الأجواء الليبية. كانت صحف ليبية قد تحدثت عن اعتزام شركات أمنية أمريكية دخول ليبيا، على غرار ما حدث في العراق، لكن هذه الأخبار لم يتم التعليق عليها من أي جهة لحد الآن في ليبيا أو الولاياتالمتحدة. ويرى مراقبون أن حجم الأسلحة الليبية أكثر بكثير من تلك التي كانت في العراق قبل الاحتلال، فيما يعتبر الناتو أن المجلس الانتقالي يراقب مخزون الأسلحة الكمياوية، بينها أطنان من الغازات السامة. وفي طرابلس، وصف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية الوضع الأمني في شوارعها بالكارثي، فهناك ''علب أسلحة فارغة تتناثر في بناية مهجورة بضواحي طرابلس، أفرغها شباب من قاذفات صواريخ وقنابل يدوية وذخيرة حية. ويروي عماد، 25 سنة، كيف أفرغت العلب من محتواها، وتحصل هو بدوره على كلاشنيكوف، قال ''جاؤوا بالآلاف إلى هذا المكان. البعض منهم، أخذ مثلي مسدسا، لكن البعض الآخر أخذ سلاحين أو ثلاثة أو خمسة، فيما نقل البعض الآخر الأسلحة على الشاحنات لمدة أيام''. تم ذلك دون أي مراقبة تذكر. ويعد ذلك الموقع أحد المخازن التابعة لمعمر القذافي من بين المستودعات الكثيرة الأخري التي تعرضت للنهب والسرقة. هكذا انتعشت سوق الأسلحة في ليبيا، حيث يمكنك اقتناء كلاشنيكوف بسعر 650 دولارا، وقنبلة يدوية ب80 دولارا والرصاصة بدولار واحد، حسب شهادات سكان طرابلس ''الجميع يمتلك بندقية الآن بطرابلس، لقد أصبحنا أحرارا''، يضيف عماد. ويذكر تقرير وكالة الأنباء الفرنسية أن ''جزءا كبيرا من الأسلحة اليوم في أيدي العناصر التي تحارب النظام السابق على مشارف بن جواد وسرت، الجزء الآخر أخذ طريقه المجهول في تمديد الجماعات الإرهابية''. ويحدث هذا في وقت، أكد رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج في مقال كتبه بصحيفة ذي غارديان أن إسلاميي ليبيا لن يسمحوا بإقصائهم أو تهميشهم من قبل الليبراليين في معركة حكم ليبيا ما بعد القذافي. ميدانيا، بثت قناة الجزيرة احتجاجات للأهالي المتضررين من الحرب في بنغازي، طالبوا فيها بتعويضات، فيما اشتكى موظفون من عدم تلقي أجورهم منذ سبعة أشهر. أما في جبهة بني وليد، فقد قتل القائد الميداني لقوات المجلس الانتاقلي، وليد ضو الصالحين، بعد إصابة سيارته بصاروخ. وفي سرت تعيش المدينة لليوم الخامس حالة من الخوف والترقب، بينما طلبت قوات المجلس الانتقالي من حلف الناتو تكثيف ضرباته الجوية على المدينة، التي يعتقد بأن بها أبناء العقيد القذافي. هذا الأخير الذي قال بشأنه متحدث باسم المجلس الانتقالي إنه ربما يكون في غدامس على الحدود مع الجزائر. دبلوماسيا، ندد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بما أسماه ''خطر جولة جديدة من الحروب الاستعمارية'' بدأت بالنزاع الليبي، وذلك في رسالة تلاها أحد مستشاريه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.