صواريخ ليبية بتكنولوجيا متطورة خارج المراقبة حذر أمس خبراء يعملون لحساب "هيومان رايتس واتش"من المخاطر المترتبة عن سرقة كميات كبيرة من صواريخ ذات التكنولوجيا العسكرية المتطورة من مخازن الأسلحة في ليبيا، و يتعلق الأمر على وجه الخصوص بالصواريخ من طراز أس أ-24. وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن مثل هذه الصواريخ يمكن أن تهدد أمن و استقرار المنطقة بكاملها لاسيما إذا وقعت في أيدي الجماعات الإرهابية. و قال الخبير بيتر بوخاييرت في تصريح صحفي نقلته وكالات أنباء أن صواريخ أس أ-24، ذات الرؤوس الحرارية و هي من نفس طراز صواريخ "ستينغر" الأمريكية والتي يمكن أن يضاهي سعرها آلاف الدولارات في السوق السوداء، يمكن أن تركب على سيارات مع قاذفات أو تقذف من أعلى كتف شخص. وحسب بوخاييرت فان هذا النوع من الصواريخ الأكثر حداثة يعد أكبر خطر محتمل بالنسبة للطائرات المدنية لأنه يسهل حمل هذا السلاح و يسهل نسبيا إخفاؤه أو استعماله، ويمكن أن يسقط طائرة تحلق على ارتفاع 11 ألف قدم، وأضاف أن "ليبيا كانت تعد 20 ألف صاروخ أرض-جوي ولوحظت سيارات محملة بهذه الأخيرة"وهذه الصواريخ الليبية المفقودة يمكن أن تستعمل من طرف إرهابيين لإسقاط طائرات مدنية والتي يمكن أن تجد بسهولة مكانا لها في السوق السوداء وأشار بوخاييرت إلى أن الأخطر في الأمر هو أن "هذه المستودعات الخاصة بالصواريخ المضادة للطيران والمضادة للدبابات والقذائف المدفعية وآلاف قطع الذخيرة العسكرية تبقى كليا دون رقابة بعد سقوط طرابلس. نهب مثل هذه الصواريخ الخطيرة جدا،مازال يثير قلق الولاياتالمتحدة، و هو ما عبر عنه العديد من مسؤوليها. و في هذا السياق، قال أحد مستشاري الرئيس باراك أوباما حول مكافحة الإرهاب جون برينان أن انتشار الصواريخ المحمولة وأسلحة أخرى من الترسانة الليبية "يثير الكثير من القلق" و أن الولاياتالمتحدة مارست ضغوطا على المجلس الوطني الإنتقالي الليبي لاتخاذ إجراءات لتأمين مخازن الأسلحة. و كانت الجزائر التي احتضنت يومي 7 و 8 سبتمبر الجاري الندوة الدولية حول الإرهاب، في مقدمة الدول التي حذرت من عواقب انتشار و تهريب الأسلحة من المخازن الليبية ، و أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل على أن العالم يواجه اليوم تهديدات كبيرة وشاملة تستدعي حلولا شاملة منها النظر في مسائل المنطقة على ضوء الأزمة الليبية. وذكر مساهل أن الأزمة الليبية خلقت وضعا جديدا بمنطقة الساحل إثر تنقل الأسلحة والعودة المكثفة للأشخاص نحو بلدانهم الأصلية . الطرح الجزائري بخصوص التهديدات المترتبة عن انتشار الأسلحة الليبية المنهوبة، أيدته أغلب الأطراف الدولية المشاركة في هذه الندوة غير المسبوقة، و في مقدمتها الولاياتالمتحدة، في موقف عبر عنه الجنرال كارتر هام قائد قيادة القوات الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم) بقوله أن واشنطن توافق الجزائر الرأي بوجود تهديد مرتبط بتداول الأسلحة في منطقة الساحل الإفريقي بفعل الوضع الأمني غير المستقر في ليبيا". مشيرا إلى أن"هناك انتشارا للأسلحة مثل البنادق والمتفجرات والصواريخ المحمولة على الكتف وهذا ما يثير قلق الجميع وبالنسبة للولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى فإن القضية واضحة جدا وهي أن السيطرة على السلاح هو مسؤولية المجلس الوطني الانتقالي".