أوقعت عناصر الفرقة الجنائية بالمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية لأمن العاصمة بمحتال خطير من ولاية قسنطينة، تورط في عدة قضايا نصب واحتيال وتزوير في محررات رسمية وخيانة الأمانة، وكان يتنقل بين الولايات بهوية مستعارة لتضليل ضحاياه وعناصر الأمن. انتهى مسلسل فرار المدعو ''ب.ن'' (58) سنة، في حاجز أمني بعميروش في العاصمة، أين تم إيقافه لمراقبة روتينية لأوراق سيارته، غير أن محاولته الفرار أثارت حوله الشبهات، لتتم ملاحقته وتوقيفه قرب البريد المركزي في وسط العاصمة. وبينت مراقبة أوراق السيارة أن وثائقها ورقمها التسلسلي مزور، حيث ضبط بحوزة ''ب.ن'' بطاقتين رماديتين مزورتين، الأولى بترقيم ولاية غليزان والثانية بترقيم العاصمة، ويظهر الموقوف في الصورتين بمظهر مختلف، حيث كان يرتدي في إحداها شعرا مستعارا، كما أظهر التحقيق أن المحتال كان ينتحل أيضا هوية شقيقه المتوفى في تنقلاته. وبينت التحريات أن الموقوف نصب على العديد من الضحايا، أوهمهم بأنه صاحب شركات ومحلات تجارية، أغراهم باستثمار أموالهم، ليتبين أن مشاريعه وهمية، وهو ما تأكد بعد التدقيق في الوثائق التي عثرت بحوزته، وهي وكالات وعقود توثيق مزورة، عقود إيجار محلات، سجلات تجارية، أختام خاصة بالضرائب، محاضر خاصة بالضرائب عليها ختم الضرائب على بياض، والعديد من الوثائق الرسمية مختومة بأختام الدولة. أما عن السيارة التي كان يستعملها في تنقلاته، وهي من علامة ''رونو سامبول''، فأظهرت التحريات أنه قام بكرائها من وكالة لتأجير السيارات، لكنه لم يعدها إلى صاحب الوكالة، وهو ما حدث مع العديد من أصحاب وكالات تأجير السيارات حسبما أظهره التحقيق. وفي تصريحاته أمام الضبطية القضائية، اعترف المحتال بالأفعال المنسوبة إليه، وذكر أن له شريكا في العاصمة مهمته شراء السيارات المسروقة، تحفظ عن تحديد هويته، وذكر أنه يجهل رقم هاتفه أو اسمه، وبأن شريكه من كان يتصل به في كل مرة ليعلمه بمكان التقائهما. وتم تقديم المتهم أمام محكمة سيدي امحمد بتهم تكوين جماعة أشرار، تقليد أختام واستعمال التزوير في محررات إدارية، النصب والاحتيال، خيانة الأمانة وانتحال هوية الغير.