''طافات ارتكب خطأ كبيرا والمولودية يجب أن تعود إلى سوناطراك'' فتح عبدالحميد زدك النّار على الصادق عمروس، حين نزل ضيفا على ''الخبر'' رفقة عضو مكتبه مهدي عيزل، وتحدث بإسهاب عن القبضة الحديدية التي جمعته بصادق عمروس حول رئاسة النادي الهاوي لمولودية الجزائر، مؤكدا مرة أخرى بأنه الرئيس الشرعي والرسمي للفريق منذ 25 سبتمبر 2011 تاريخ حصوله على اعتماد من ولاية الجزائر. لم يخل حديث زدك من الطرافة تارة ومن الصرامة تارة أخرى، وكان يعيد علينا شريط الأحداث في عجالة منذ تاريخ 21 أفريل 2009 إلى يومنا هذا، وهي الفترة التي قضاها منذ تزكيته من طرف أعضاء الجمعية العامة رئيسا للنادي الهاوي، دون أن يستلم مهامه رسميا إلا في نهاية سبتمبر الماضي. ولم يفوّت زدك الفرصة وهو يتحدث عن غريمه، بالقول بأن ''الصادق عمروس لا يملك شخصية، وإذا رفض طوال هذه الفترة التنحي عن منصب رئيس النادي الهاوي والامتثال لخيار الجمعية العامة ثم قرارات العدالة وحتى اعتماد الولاية، فذلك ينبع من غيرته وحسده''، مضيفا ''عمروس لم تعد له أهمية، ويمكنني أن أؤكد للجميع بأنني الرئيس الشرعي حاليا للنادي الهاوي لمولودية الجزائر، وقد دخلت الفيلا وقدّمت لسيد كمال عبدالوهاب، إداري النادي، وثيقة مصالح الولاية التي تؤكد أحقيتي بالمنصب، وأبلغت عبد الوهاب بإشعار عمروس بأنه لم يعد من حقه الحديث باسم الفريق أو استخدام أي ختم''. وقال محدثنا أيضا بأنه قدّم وثيقة للقرض الشعبي الوطني للتأكيد على أنه أصبح الرئيس الجديد للفريق ''لأن مصالح الولاية أكدت لي أن الاعتماد الذي حصلت عليه يلغي تلقائيا الاعتماد السابق لعمروس''، مؤكدا بأن أولويته ستكون الفئات الشبانية رغم الفترة الوجيزة التي تفصله عن نهاية العهدة الأولمبية، حيث قال ''لقد كسبت المعركة ولا يهمني الوقت الذي ضاع منّي، فالمهم أنني أبعدت عمروس، لقد انتصرت وانتصر الحق وتم تطبيق، من خلال اعتمادي رئيسا، قوانين الجمهورية''. كما طالب زدك السلطات بضرورة إجراء عملية تدقيق في الحسابات خلال الفترة التي ترأس فيها عمروس المولودية. شعبان وقاصب قتلتهما الغيرة ولونقار مريض وعصمان بخيل ولم يسلم بقية الأعضاء ''المنشقّين'' عن الرئيس زدك من انتقادات هذا الأخير، وراح يفسّر، حسب وجهة نظره وقناعته، دواعي انسحاب أربعة أعضاء من مكتبه رغم إصرارهم، منذ البداية، على كسب المعركة. وقال زدك ''تحدثت مع شعبان الونّاس بعد تاريخ 25 سبتمبر ودعوته لحضور اجتماع بالفيلا، غير أنه رفض القدوم، فيما أعلن أحمد قاصب صراحة بأنه لا يريد العمل معي. وبرأيي، فإن الغيرة هي التي حرّكت شعبان الونّاس وأحمد قاصب، لأن كل المؤشرات كانت توحي بأنني سأكسب المعركة، فلا يعقل أن يتغير موقف الأشخاص وقناعاتهم بين عشية وضحاها''، مضيفا ''بالنسبة إليّ، شخص مثل كمال لونقار أعتبره مريضا نفسيا، فهو معروف في أوساط المسيرين والمقربين من النادي بأنه من هواة زرع الفتنة ومسك العصا من الوسط وإرضاء الجميع حتى يحقق أهدافه وينال مراده، فكان قبل 25 سبتمبر يتصل بي 20 مرة في اليوم ويترجاني أن أحتفظ به في المكتب، واليوم لم يتصل بي ولا مرة، في حين أن سيد علي عصمان بخيل إلى حد لا يصدّق، وحتى إذا سألته ''كم الساعة'' وساعته بيده، يقول لك بأنني نسيتها في المنزل فوق آلة البيانو، إنه شخص لا يملك أن يسدّد لك ثمن فنجان قهوة''. واعتبر زدك بأن مكتبه شرعي رغم انسحاب أربعة أعضاء، مؤكدا ''كنا تسعة أعضاء وبقينا خمسة، فهناك مهدي عيزل وسعيد بوقرو ومراد بن سليمان وخالد عجّاني والمتحدث عبد الحميد زدك''. ر. و
عيزل يؤكد ترشح زدك لعهدة جديدة ''انتظرت سنتين ونصف من أجل مصلحة المولودية'' برّر عبدالحميد زدك انتظاره سنتين ونصف حتى يتولى رئاسة النادي، رغم أن الجمعية العامة انتخبته خلفا لصادق عمروس يوم 21 أفريل 2009، لرغبته في عدم التشويش على الفريق ''الذي كان يتنافس على لقب البطولة''. وأوضح زدك بأنه كان في كل مرة يقوم بالإجراءات الإدارية والقانونية اللاّزمة ''غير أنني وجدت مقاومة ورفضا من عمروس في الامتثال للقوانين، وفي كل مرة أتنقل إلى الفيلا، يكون الفريق في مرحلة حسّاسة''. وواصل المتحدث يقول ''اليوم حصلت على وثيقة رسمية من مصالح ولاية الجزائر وهي اعتماد يؤكد بأنني الرئيس الشرعي، وعليه تنقلت مرة أخرى وأزحت عمروس، والمهم أنني أبعدته''. ورغم أن زدك امتنع عن التأكيد إن كان سيترشّح لعهدة جديدة السنة المقبلة، إلا أن عضو مكتبه المسيّر مهدي عيزل أصرّ على التأكيد بالقول ''أجل زدك سيكون مرشّحا''، ليضيف مخاطبا زدك ''يا سي حديد يجب أن نقولها صراحة، نحن هنا من أجل مصلحة النادي''.
أبلغ المسؤول الإداري للمولودية بذلك ''عمروس لم يعد رئيسا للنادي الهاوي للعميد'' أعلن عبدالحميد زدك بأن الصادق عمروس لم يعد رسميا رئيسا للنادي الهاوي لمولودية الجزائر، اعتبارا من تاريخ 25 سبتمبر .2011 وحسب البيان الذي أصدره زدك يحمل، شعار مولودية الجزائر وتوقيعه وختم النادي، فإن ''زدك هو الرئيس الشرعي للنادي الهاوي لمولودية الجزائر بموجب الاعتماد تحت رقم 197 بتاريخ 25 سبتمبر ,2011 الذي تم تقديمه من طرف مديرية القوانين والإدارة العامة لولاية الجزائر''. وحسب ذات البيان، فإن أي وثيقة باسم مولودية الجزائر تحمل إمضاء الصادق عمروس منذ التاريخ المعلن أعلاه، تعتبر ملغاة وغير مطابقة لقوانين، مشيرا إلى أن زدك يحتفظ بحقه في مقاضاة أي شخص مخالف للقوانين. وأوضح زدك بأنه دخل فيلا الشرافة مقر النادي دون أي مشكل ''وحدث ذلك يومي الخميس والسبت، وفي بادئ الأمر منع عمروس أعضاء مكتبي بالدخول إلى المقر، لكن اليوم تسير الأمر بشكل عادي، حيث أملك الختم وباشرت مهامي رفقة الأعضاء الحاليين''، مضيفا ''التقيت عمروس وتصافحنا، ولم ألتقه منذ مدة، وقال لي عمروس بأنني لن أدخل وأجبته قائلا.. سأدخل يا سي صادق.. وقد دخلت''.
''سأتفاوض مع سوناطراك لاسترجاع الفروع الرياضية دون الانفصال عنها'' حمّل عبدالحميد زدك كامل المسؤولية في انفصال فرع كرة القدم لعميد الأندية الجزائرية عن الشركة البترولية سوناطراك سنة 2001، إلى أحمد طافات. وقال زدك بأن ''طافات قاد المولودية إلى كارثة لأنه العقل المدبّر لانفصال فرع كرة القدم عن سوناطراك، لقد كان خطأ جسيما وحرم الفريق من الهياكل الرياضية والدعم المالي لمؤسسة جزائرية كبيرة''. وحسب زدك فإنه كان ينبغي البقاء مع سوناطراك، مضيفا ''الفريق أصبح يعاني ماليا ولم يقدّم المسيرون أي دعم لفريق من الجانب المالي منذ الانفصال عن سوناطراك، وعليه، سأتفاوض مع سوناطراك من جديد وسنحاول في البداية استعادة بعض الفروع الرياضية على غرار ألعاب القوى، وسنعيد بقية الفروع على مراحل دون الابتعاد عن الشركة البترولية، ما يعني بأن العميد سيعود تدريجيا إلى سابق عهده تحت إشراف سوناطراك''. وفي الوقت الذي قال عيزل بأن ألعاب القوى ستصبح ثاني فرع جديد، بعد الكرات الحديدية، أكد زدك بأنه يشاطر موقف بقية الرياضيين السابقين في مختلف الاختصاصات الرياضية برفضهم البقاء مع المولودية، مشيرا ''كانوا على صواب، لأن الأموال والإمكانات التي تسمح لهم بالبقاء في القمة تملكها سوناطراك وليس المدنيون لفرع كرة القدم لمولودية الجزائر''.
مهدي عيزل يكشف المستور ''علمنا أن الديون بلغت 28 مليارا وعمروس لم يسلم بعد من العدالة'' فضّل العضو مهدي عيزل الحديث عن مشاكل عمروس والوضعية التي آل إليها النادي الهاوي تحت إشرافه. وقال عيزل ''بلغنا بأن ديون النادي الهاوي بلغت 28 مليارا''، قبل أن يقاطعه زدك ويقول ''ليس لدينا أرقاما ثابتة بهذا الشأن، فيبقى ذلك مجرّد كلام''، ليواصل عيزل قوله ''عمروس قاد الفريق إلى كارثة حقيقية، ومن المؤسف أن فريقا عريقا من حجم مولودية الجزائر يصل إلى هذا الوضع''. قال بأنه يتحدث معه يوميا ''المسيرون يخافون معريف لأنه يملك شخصية قوية'' أرجع عبدالحميد زدك أسباب خوف عدد كبير من المسيرين الحاليين والسابقين وحتى الرؤساء السابقين لمولودية من رشيد معريف، إلى ضعف شخصية هؤلاء وليس لأن معريف متسلّط. وقال المتحدث بأن معريف شخصية جديرة بالاحترام ''بدليل المناصب التي شغلها ويشغلها في الدولة الجزائرية''، مضيفا ''المشكلة أن معريف يملك شخصية قوية ويحبّ المولودية ويتدخل دوما حين يقتنع بأن ثمة فوضى وبأن الفريق يسير نحو الكارثة، وهذه الشخصية القوية الواثقة مما تفعله، جعلت ضعاف الشخصية يشعرون بالخوف''. وحسب ضيف ''الخبر''، فإن معريف قدّم الكثير حتى الدعم المالي للمولودية ''غير أن دعمه توقف لأنه لا يريد العمل مع المسيرين الحاليين، وإذا رحلوا فهو مستعد لتدعيم الفريق''، مشيرا ''علاقتي مع معريف ممتازة، فنحن نتحدث هاتفيا كل يوم''.
عمروس حرم العميد من فرحاني كشف مهدي عيزل بأن الصادق عمروس، حرم مولودية الجزائر من مركب فرحاني بسبب طمعه، وقال ''لقد أعلن رئيس الجمهورية بأن فرحاني سيعود لمولودية الجزائر، وحين تنقل عمروس إلى المجلس الشعبي الوطني للتفاوض حول تحويل الملعب، طالب بضرورة استفادة المولودية من المحلات المحيطة بالملعب، فقوبل طلبه بالرفض، ومن ثمة، ضاع فرحاني على المولودية''. وأضاف عيزل بأن المولودية في فئاتها الشبانية طردت من فرحاني ''لأن إدارة الفريق لم تسدّد فاتورة ب33 مليون سنتيم''، فيما أوضح زدك بأنه سيتصل بمصالح مديرية الشباب والرياضة، التي تشرف على ملعب فرحاني، من أجل تسوية الوضع لإعادة الشبان إليه، ''لأن الشبان يتدربون في أي مكان''، يضيف عيزل متذمّرا.
غريب وجد رئيسا ضعيفا رفض زدك، منذ البداية، تفسير علاقة غريب بعمروس ودواعي ترك عمروس، الذي كان شرعيا، تسيير النادي إلى غريب الذي اختير له منصب ''منسق''، لتبرير تواجده في الفريق. وقال زدك ''الجميع يعلم بأن عمروس كان رئيسا وغريب هو الذي يشرف على النادي، أترون هذا معقولا؟''، مضيفا ''عمر غريب يحب المولودية وقدّم دعما ماليا ومعنويا للفريق، لقد وقف أمام الجميع، وبفضله نال الفريق لقب البطولة، يجبّ أن نقدّر ما قدّمه عمر غريب لمولودية الجزائر''.
''لم أفوّت أية مباراة وتنقلت بأموالي'' شدّد زدك على القول بأنه يحب المولودية وبأنه مناصر وفيّ قبل أن يكون رئيسا. وقال المتحدث ''لم أفوّت يوما مباراة لفريقي، وكنت أتنقل بأموالي ولم أكن بحاجة إلى أحد. مضيفا ''لست هنا من أجل المنصب، بل لخدمة الفريق، ووجدت نفسي بمفردي خلال سنتين ونصف أصارع من أجل تطبيق القانون، ولم أجد في بعض الوقت سوى المحامي، وصرفت أموالا طائلة خلال هذه الفترة لاستعادة حقي''.
''مرحبا بالإيطاليين'' بمجرّد طرحنا سؤالا حول موقفه من قدوم الشركة الإيطالية لشراء النادي، رحّب عبدالحميد زدك على الفور وقال باللّغة الإنجليزية ''ويلكام''. وواصل المتحدث يقول ''أرحّب بأي شركة أو شخص يمكن أن يدعّم المولودية ماليا، ولا أحد يمكنه أن يعارض أن تسير أمور النادي على أحسن وجه، هذا غير معقول''. من جانبه، ناشد عيزل بعض الفاعلين في شركة مولودية الجزائر ليقول ''من فضلكم، عجّلوا في التعاقد مع الشركة الإيطالية، لأن العميد بحاجة إلى من يقدّم لها الدعم اللاّزم الذي يليق بمكانتها''.