- مغامرتي مع الكونغو الديمقراطية دفعتني إلى الإعتزال - بعض الأندية الأوروبية تكيل بمكيالين، فهي تسرّح الدوليين للمنتخبات الأوروبية وغيرها وتفتعل المشاكل للأفارقة - الحديث عن ''الكوطات'' في المنتخب الفرنسي غير مقبول تماما - مستوى البطولة الجزائرية أفضل من القطرية - لو كان اللاّعب الإفريقي منضبطا ويتحلّى بالصرامة لكانت المنتخبات الإفريقية قد توجّت بكأس العالم منذ فترة - لم أتلقّ عرضا لتدريب مولودية الجزائر ولست مستعدا للعودة كشف المدرّب الفرنسي روبير نوزاري، بأنه ينتظر من إدارة مولودية الجزائر أن تسدّد له كامل مستحقاته المالية عقب كسب المعركة على مستوى المحكمة الرياضية الدولية. وتحدّث نوزاري، خلال الحوار الذي خصّ به ''الخبر'' عن دواعي اعتزاله التدريب وتشخيصه لواقع الكرة الإفريقية والمستوى الذي بلغه المنتخب الجزائري. نودّ أن نسألك عن قضيتك مع مولودية الجزائر بشأن المستحقات المالية؟ - لقد كسبت القضية رسميا، بعد أن أودع المحامي شكوى على مستوى المحكمة الرياضية الدولية، وتم إبلاغ الإتحادية الدولية لكرة القدم بالقرار، وأنتظر أن يتم تسوية مستحقاتي. بلغنا بأنك وافقت على اقتراح إدارة المولودية بتسديد مستحقاتك المالية على ثلاث مراحل؟ - كنت قد وافقت على اقتراحهم في البداية، وحدّدنا، رفقة المحامي، التواريخ لتحويل أموالي على حسابي الشخصي، غير أن مسيري مولودية الجزائر أخلّوا بالإتفاق، مما جعلني اليوم أطالب بضرورة تسديد مستحقاتي المالية دفعة واحدة. متى كان مفترض أن تتلقّى الدفعة الأولى؟ - كان الإتفاق يقضي في البداية أن يتم تحويل قيمة مالية أولية يوم 15 سبتمبر، ووافقت على طلب مسيري المولودية بتأجيل الموعد إلى 30 سبتمبر، لكن هؤلاء لم يلتزموا بالمهلة، ولحد الآن لم أتلق أي شيء، في حين كنا قد اتفقنا أن يتم تسديد الدفعة الثانية يوم 15 أكتوبر والدفعة الثالثة يوم 15 نوفمبر. ماهي قيمة المستحقات التي تدين بها للمولودية؟ - هناك قيمة 93 ألف أورو تعود للرواتب الشهرية، يضاف إليها بعض المستحقات والمصاريف الأخرى التي تعهّدت إدارة الفريق بتسديدها، مما يرفع القيمة المالية الإجمالية لنحو 109 ألف أورو. ماهي المهلة التي حدّدتها لإدارة الفريق حتى تسدّد كل المستحقات؟ - لا يوجد مهلة محدّدة، غير أن الأكيد أن إدارة مولودية الجزائر مطالبة بتسديد القيمة المالية في أقرب وقت، هذا ما تتضمنه وثيقة ''الفيفا'' التي أطلعني عليها المحامي. المولودية قد تتعرّض لعقوبة السقوط إلى المستوى الثاني، في حال عدم الإلتزام بالتسديد قبل 15 أكتوبر، هل هذا صحيح؟ - الوثيقة لا تتحدّث عن مهلة 15 أكتوبر، أما بشأن عقوبة سقوط المولودية جرّاء ذلك، فهذا ليس من اختصاصي، إنه أمر مؤسف أن يبلغ الوضع من الخلاف هذا الحدّ. هناك عدة عقوبات محتملة منها غرامة مالية إضافية أو خصم للنقاط... - هذا ممكن، لكنني لا أعلم طبيعة العقوبة، لكن الأكيد أن عدم الدفع يعرّض المولودية للعقاب. بلغنا أيضا بأن إدارة الفريق رشّحتك لتدريب الفريق عقب انسحاب بن شيخة، هل تلقيت اتصالا من المسيرين؟ - لم أتلق أي اتصال من أي شخص.. وهل لديك استعدادا للعودة من جديد لتدريب الفريق؟ - لم يعد لي أي استعداد لتدريب أي فريق، لا مولودية الجزائر ولا فريقا آخر، أو منتخبا سواء في الجزائر أو في بلد آخر، لأنني قررت وضع حدّ نهائي لمسيرتي كمدرّب. ماهي دواعي هذا القرار؟ - صدّقوني، فقد قرّرت الإعتزال بسبب مغامرتي الأخيرة مع منتخب الكونغو الديمقراطية، لأن المشاكل مع هذا المنتخب جعلتني أكره كرة القدم الإفريقية، ويجب ألا تفهم تصريحاتي على أنني عنصري، لأنني أتحدث بشكل منطقي بعد تجربتين سابقتين في كوت ديفوار ومع منتخب غينيا وهي تجربة إفريقية دامت سبع سنوات كاملة. ماهي طبيعة هذه المشاكل؟ - لو أتحدّث عن المشاكل، فيمكن أن أقصها عليك ليوم كامل، لكن أقول أنني واجهت مشاكل في كوت ديفوار وغينيا، لكن ما عشته مع الكونغو الديمقراطية كان متعبا ولا يطاق، فثمة مشاكل دائمة بشأن قدوم اللاّعبين المغتربين للإلتحاق من أوروبا بالمنتخب، ولم أجد مساعدة من الإتحادية. كيف ذلك؟ - مشكل الكرة الإفريقية بخصوص المنتخبات في نقص شجاعتهم في الإحتكام إلى ''الفيفا'' لإرغام الأندية الأوروبية على تسريح لاعبيها الدوليين، لأن ثمة تمييز في بعض الأحيان بين اللاّعبين الأجانب الذين ينشطون في أوروبا، فتجد بعض الأندية تسرّح العناصر الدولية لمنتخبات أوروبية وغيرها، بينما تفتعل المشاكل لمنع الدوليين الأفارقة بالإلتحاق بمنتخبات بلدانهم. أنت تصرّ على الصرامة والإنضباط وهو غائب، حسب رأيك، في إفريقيا؟ - مشكل الأفارقة في الإنضباط، وهناك عدة لاعبين أفارقة ممتازين ضمن أفضل الأندية الأوروبية، ولو كانت إفريقيا، كرويا، تتسم بالصرامة والإنضباط، لكانت عدّة منتخبات إفريقية قد توجّت منذ سنوات بكأس العالم. فاللاعب الافريقي منضبط في ناديه الأروربي تفاديا للعقوبة المالية. ما تعليقك على تراجع مستوى المنتخب الجزائري بعد المونديال؟ - من الغريب أن يتراجع مستوى المنتخب الجزائري بهذه السرعة، إنه أمر مفاجئ فعلا، رغم أنني أعلم بأن الجزائر لم تشارك قبل 2010 ، مرتين في نهائيات كأس أمم إفريقيا. كما أن عدم تحقيق منتخب مصر مثلا لأي انتصار في التصفيات الحالية وهو المنتخب المتوّج ثلاث مرات بكأس أمم إفريقيا يدعو إلى التساؤل أيضا، لأن ما يحدث غريب لمنتخبات من هذا الحجم. المنتخب الجزائري أصبح لا يسجّل حتى الأهداف ولاعبوه لم يجدوا أندية كبيرة وآخرين يجلسون في كرسي الإحتياط .. - هذا مقياس واضح على أسباب تراجع المستوى، والمشكل في أي فريق أو منتخب، ليس البحث فقط عن أسباب عدم تسجيل الأهداف، إنما الأسباب التي تقف أمام غياب الفعالية بشكل عام. ما رأيك في التحاق عدد من كوادر المنتخب الجزائري بالبطولة القطرية؟ - قطر تملك الإمكانات اللاّزمة ولديها أرضيات جيدة وهياكل كبيرة، وتجد هناك عدد من النجوم والمدرّبين المعروفين، لكن غياب الجمهور يؤثّر على المستوى الفنّي، برأيي، البطولة القطرية مفيدة في نهاية كل شهر (يضحك). تقصد الجانب المالي؟ - بالفعل، لكن أقول بأن غياب الجمهور يقضي على روح اللّعبة، ولا يسمح للاّعب بتطوير مهاراته، وهناك أيضا عامل المناخ، مثل الحرارة والرطوبة، وهو مشكل أظهرت قطر قدرتها على تجاوزه من خلال إجراء المباريات مساء وربما تكييف بعض الملاعب. نفهم من كلامك بأن تنظيم مونديال سنة 2022 في قطر لا يضمن الحضور الجماهيري والفرجة؟ - لم أقل ذلك، لأن قطر وعدت بتكييف الملاعب وكل الأماكن العامة، وحتى المناصر الذي يتنقل إلى قطر يعتبر سائحا، والسائح لا يتأثر بالعوامل الطبيعية طالما أنه بصدد اكتشاف بلد جديد وحضور مغامرة جديدة. أي بطولة أفضل، الجزائرية أم القطرية؟ - البطولة الجزائرية أفضل بكثير من نظيرتها القطرية، فالمستوى الفني أفضل والجماهير تتابع المباريات، ومشكل قطر الأول في غياب الجمهور، ما يجعل بطولة درجتها الأولى في مستوى البطولة الشرفية. نتحدّث عن فضيحة ''الكوطات'' في فرنسا، ماهو موقفك من ذلك؟ - إنه أمر غير مقبول، فلا يمكن أن نختار المواهب بمعيار عرقي، كما أرى بأن الأندية التي تقوم بتكوين اللاّعبين والتنقيب على العناصر ما بين 12 و14 سنة لا يهمها أن يكون اللاّعب عربيا أو بشرته سوداء، بل تنظر إلى قدراته. فإذا كان أي لاعب تم تكوينه في فرنسا، لم ينل فرصته في المنتخب، فلا مانع من السماح له بحمل ألوان منتخب بلده الأصلي، وأعلم أن أفضل اللاّعبين المزدوجي الجنسية يمنحون الأولوية للمنتخب الفرنسي لأنه يمنحهم أكثر فرصة للمشاركة في المونديال.