أثار فيلم ''الرجال الأحرار''، للمخرج إسماعيل فروخي، دهشة المشاهدين الفرنسيين، بعد أسبوع من عرضه بقاعات السينما، عقب اكتشافهم حقيقة تاريخية ظلوا يجهلونها، وتتعلق بإقدام عمدة مسجد باريس قدور بن غبريت، على إنقاذ العديد من اليهود الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية، من المحرقة النازية. يتناول فيلم ''الرجال الأحرار'' قصة عمدة مسجد باريس قدور بن غبريت الذي دافع عن اليهود أثناء الاحتلال النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، عبر قصة شاب جزائري مغترب يدعى يونس (تمثيل طارق رحيم) يقع في قبضة الشرطة الفرنسية الموالية لنظام فيشي النازي، بعد أن كان يدير السوق السوداء في باريس، فتجبره على التجسس على مسؤولين عن مسجد باريس تحوم حولهم شكوك بخصوص مساعدة اليهود ومقاتلي المقاومة الفرنسية بمنحهم شهادات بأنهم مسلمون لتجنب نقلهم إلى المحرقة بمعتقلات أوشفيتز. وكتبت أسبوعية ''لوفوفيل أوبسيرفاتور''، في عددها الصادر أول أمس، أن الفرنسيين اكتشفوا أخيرا الدور البطولي للمهاجرين المغاربة، بعد سنوات من التضليل الإعلامي ونكران الجميل. بينما كشف المؤرخ بنيامين ستورا في حوار أجرته معه ذات الصحيفة أن هؤلاء المهاجرين قاوموا النازية من منطلقات ثقافية وسياسية، فكانوا أصحاب مواقف ''وليس قطيع من الجهلة''. وذكر ستورا أن مصالي الحاج كان معاديا للنازية ولنظام فيشي الذي سجنه سنة .1941 ونقلت وكالة رويترز، أن تقديرات المؤرخين بخصوص عدد اليهود الذين أنقذهم قدور بن غبريت ما تزال غير دقيقة. ويعتقد بعض المؤرخين أن بن غبريت أنقذ قرابة 1600 شخص من الموت حرقا في معتقلات أوشفيتز. ويصف ستورا بوصفه المستشار التاريخي لمخرج فيلم ''الرجال الأحرار'' اليهود الذين أنقذهم المسجد قائلا: ''كان هناك يهود سفارديم يتحدثون العربية ومختونون، تمكنوا من الحصول على شهادات تثبت أنهم مسلمون، وربما كان ذلك ما أنقذ حياتهم. هذه الحقيقة معروفة جيدا، لا توجد وثائق تذكر لكن توجد روايات شهود''. وعثر دليل بوبكر، عمدة مسجد باريس، على خطاب حرر العام 1940، يؤكد صحة الشكوك التي كانت تساور سلطات حكومة فيشي في قدور بن غبريت.