أفاد فرنسوا هولاند، مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي لرئاسيات 2012، أنه ''متضامن'' مع الضحايا الجزائريين في مجازر ال17 أكتوبر 1961 التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس. وتنقل هولاند، في أول نشاط له بعد انتخابه مرشحا لليسار الفرنسي، إلى مسرح تلك الأحداث، في رسالة واضحة للسلطات الجزائرية بأن ''هولاند مستعد لطي صفحة ساركوزي التي عرفت أسوأ علاقات سياسية مع الجزائر''. واختار فرنسوا هولاند أن يكون أول نشاط له من بعد انتخابه مرشحا لليسار ضد نيكولا ساركوزي في الرئاسيات المقررة العام المقبل، أن يكون حاضرا ضمن الصفوف الأولى في إحدى أهم المحطات التاريخية التي توليها السلطات الجزائرية اهتماما خاصا، بوصفها إحدى معالم جرائم فرنسا الاستعمارية ضد الجزائريين في الداخل أو الخارج. وتوجه هولاند، صبيحة أمس، عقب إعلان فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية التي حصل فيها على 56 بالمئة من الأصوات مقابل 44 بالمئة لمنافسته مارتين أوبري، إلى ''جسر كليشي'' في الضاحية الباريسية، وقام بإلقاء باقة ورود في مصب نهر السين، حيث أعدم مئات الجزائريين قبل خمسين عاما على أيدي الشرطة الفرنسية. ونقل عن مرشح اليسار قوله ''أنا متضامن مع أقارب الضحايا الجزائريين من القمع والقتل ضد مظاهرات 17 أكتوبر .''1961 وأضاف ''أريد أن أكون وفيا لوعودي التي قطعتها.. جئت لأشهد على تضامني مع أبناء تلك العائلات التي تألمت''. وكان واضحا أن هولاند اختار كلماته بعناية تامة بخصوص تاريخ فرنسا الاستعماري، كما أن اصطحابه للمؤرخ بنجامين سطورا ومستشاره فوزي لمداوي، فيها كثير من الدلالات التي يريد خصم ساركوزي إبلاغها للسلطات الجزائرية، التي تمسك ببعض خيوط اللعبة السياسية داخل فرنسا عبر مئات الآلاف من أفراد الجالية. وقد طرق فرنسوا هولاند، من خلال زيارة أمس، أحد الأبواب التي تعتقد الجزائر أنها أهم العوامل التي عرقلت علاقاتها السياسية مع باريس، في وقت شهدت فترة حكم نيكولا ساركوزي أسوأ علاقات سياسية بين البلدين في العقدين الماضيين، بسبب رفض حكومته التعاطي مع مطلبي ''الاعتراف والاعتذار عن الماضي الاستعماري''. ويحظى فرنسوا هولاند بصداقات كثيرة مع مسؤولين جزائريين، وقد استبق الرئاسيات بزيارة للجزائر في ديسمبر من العام الماضي، أجرى خلالها لقاءات مع رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، والأمين العام لجبهة التحرير الوطني. غير أن أهم محطة في زيارته، تنقله إلى إقامة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، وحينها حاول فرنسوا هولاند إعطاء انطباع بأنه معجب ببطولات الرئيس الأول للجزائر خلال ثورة التحرير، والعلاقات التي ربطته، حينها، بزعامات تحررية في كثير من أنحاء العالم. وخلال تلك الزيارة، تحاشى هولاند الخوض في مسألة ترشحه المحتمل لانتخابات الرئاسة ,2012 واستبعد أن تكون زيارته للجزائر بمثابة حملة مسبقة، وعبر عن ذلك بقوله: ''لا أبحث عن دعم تحسبا ل2012 لأن الناخبين الذين أعول عليهم فرنسيون، وليسوا جزائريين''.