يشتكي العديد من الحجاج الجزائريين من ظروف الإقامة بالبقاع المقدسة وسوء التنظيم، حيث جددت مجموعة منهم تقيم بأبراج التوبة 5 بمكةالمكرمة تهديدها بالخروج إلى الشارع ما لم تتدخل البعثة لتحسين ظروف إقامتهم. وصل إلى غاية، أمس، 14452 حاج من الذين يتولى تأطيرهم الديوان الوطني للحج إلى البقاع المقدسة لأداء المناسك، ويتوقع أن تكون آخر رحلة تنطلق من الجزائر إلى جدة الأحد المقبل. ومع تزايد عدد الحجاج الذين وصلوا إلى البقاع المقدسة، بدأت تبرز للعيان بعض المشاكل بخصوص الإقامة والنقل والتنظيم، حيث اشتكى بعض الحجاج من ولاية البليدة وولايات أخرى ممن التقتهم ''الخبر'' من ضيق الغرف التي ''كدسوا'' فيها، ونقص النظافة وانقطاع المياه في بعض الإقامات، نذكر منها فندق ''أصالة 1''، والانتظار طويلا أمام المصاعد وغياب بعض الاختصاصات الطبية، علاوة على تعرض بعض كبار السن إلى ضياع أموالهم في الشوارع، نظرا لكثرة الازدحام وبعد الإقامات عن الحرم. وصرح هؤلاء ل''الخبر'' أن البعثة وعدتهم عندما وصلوا إلى مكةالمكرمة بتغيير الإقامة إلا أنه لا شيء تغير، وبقيت الأوضاع على حالها. وقد نقلنا هذه الانشغالات إلى البعثة، حيث نفى مصدر منها أن تكون البعثة الجزائرية قد وعدت هؤلاء الحجاج بتغيير مقر إقامتهم، كون العمائر استؤجرت قبل انطلاق موسم الحج، وهناك برنامج محدد مسبقا يتم بموجبه توجيه الحجاج إلى مقرات الإقامة بمجرد وصولهم إلى البقاع المقدسة، سواء في المدينةالمنورة أو مكةالمكرمة. واعتبر ذات المتحدث أن ''الدلال'' الذي يطبع عقلية الجزائريين هو الذي يجعلهم يشعرون بنوع من ''الغبن''، حتى وإن كانوا يقيمون في ظروف قد تكون أفضل بكثير مما هي عليه في الجزائر، في حين أن الحج يتطلب الصبر الدائم والتضحية المستمرة لنيل الجزاء. وأرجع ذات المصدر طول مدة انتظار الحجاج للوصول إلى إقاماتهم إلى الضغط على مكاتب التفويج والطواف، التي تعرف تباطؤا، على حد تعبير الحجاج، ولا دخل للبعثة في العملية. من جهة أخرى أشارت مصادر في البعثة إلى أن الحالة الصحية لحجاجنا الميامين جيدة، عدا تسجيل بعض حالات الزكام والحساسية بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة. كما شددت ذات المصادر على أنه لحد الآن لم تسجل حالة وفاة أو فقدان في صفوف الجزائريين خلال هذا الأسبوع. للإشارة فإن الديوان الوطني للحج استأجر 32 عمارة لإيواء 22 ألف حاج من أصل 36 ألف، بينما تتولى الوكالات السياحية المعتمدة الخاصة تأطير البقية والمقدرة ب14 ألف حاج.