قررت الحركة التقويمية لحزب جبهة التحرير الوطني عقد مؤتمر استثنائي، لم تحدد تاريخه بعد، بينما تحدى منسقها العام صالح فوجيل قيادة الحزب بمقاضاة التقويمية على خلفية اتهامها بتغليط وزير الداخلية، الذي منحهم رخصة تنظيم ندوة وطنية منتصف الشهر الجاري، وقال إننا ''مستعدون للذهاب إلى العدالة''. نفى منسق الحركة التقويمية أن يكون القرار بالذهاب إلى مؤتمر استثنائي معناه وقف الحوار مع عبد العزيز بلخادم، لكنه شدد في ندوة صحفية عقدها أمس رفقة زملائه، على أن يكون الحوار بصيغة مغايرة تماما للصيغة المعهودة، تستدعى فيه الصحافة، وأعطى فوجيل إشارات بأن الحوار لم يعد يجدي مع القيادة، وأن الفيصل في الأزمة سيكون بأروقة العدالة، ومسك المتحدث مسألة العدالة، من منطلق اتهامات، أكد أن أعضاء القيادة من بينهم عبد الحميد سي عفيف، أطلقوها ضد التقويمية، على أنها ''غلطت'' وزير الداخلية الذي منحها الترخيص لعقد ندوة وطنية يوم 13 من الشهر الجاري، وقال ''نشكر ولد قابلية على موقفه، إن الإدارة طبقت القانون، وأستغرب كون أن هؤلاء يعتقدون أن حالة الطوارئ لاتزال قائمة؟''، على أن ''الوزارة منحتنا الترخيص بناء على قانون 89 ويكفي توقيع ثلاثة مواطنين حتى تمنح الرخصة، أتساءل بشأن قياديين في الحزب لا يفقهون القانون''. وردا على تهديد قياديين بمقاضاة أعضاء التقويمية، على خلفية ''تضليل الداخلية''، أورد فوجيل، متحديا خصومه: ''مستعدون للذهاب إلى العدالة، وسوف نطلب نحن النواب رفع الحصانة البرلمانية عنا حتى يتسنى لهؤلاء مقاضاتنا''. وكشف منسق الحركة التقويمية عن قرار عقد مؤتمر استثنائي، لم يتحدد موعده بعد، وأكد ''نعرف أن الوقت ضيق، وسوف نقرر ذلك لاحقا''، متحدثا عن الانشغال بقوانين الإصلاح، المتعلقة خصوصا بالأحزاب والانتخابات والتي على ضوئها يتحدد، كذلك الموقف من الانتخابات المقبلة والصيغة المرتقبة لترشح أعضاء التقويمية، وإن طرح فوجيل صيغة الترشح كمستقلين لكن ''بشعار الجبهة التي ننتمي إليها''. وراهن غريم الأمين العام عبد العزيز بلخادم على المؤتمر الاستثنائي، في ''خلق تقاليد جديدة، لا يكون فيها الأمين العام للحزب معيّنا من ''فوق'' وإنما ''يعتلي منصبه عن طريق الانتخاب النزيه والشفاف''، قائلا ''لقد انتهى عهد رفع الأيدي''. لكن، قبل ذلك، أشار إلى تحد أمام التقويمية، يكمن في طلبها من مسؤولي الحزب في الحكومة وفي البرلمان، من نواب وأعضاء مجلس الأمة، توضيح موقفهم بجلاء ''إن كانوا معنا أو مع القيادة والكف على شد العصا من وسطها''، متحدثا عن ''نداء'' ستوجهه الحركة للمعنيين قصد معرفة توجهاتهم، قبل بدء التحضير للمؤتمر الاستثنائي. وندد فوجيل بما أسماه ''مهرجانات يقوم بها بلخادم''، في إشارة إلى اجتماع تحضّر له قيادة الحزب بالقاعة البيضاوية، نهاية الشهر الجاري، بمناسبة ذكرى تأسيس جبهة التحرير الوطني، قائلا إنها ''بمثابة رد على الندوة التي عقدناها''، منددا ب''تسييس نوفمبر لأنه مكسب لكل الشعب ومن يريد ارتداء برنوس نوفمبر عليه أن يكون في مقامه''، وساق منسق الحركة خرجات بلخادم ضمن ''حملة انتخابية مبكرة''، دون أن يغفل ما يتردد عن تحضير بلخادم نفسه للرئاسيات المقبلة، بينما رد عن سؤال بشأن موقع الرئيس بوتفليقة مما يحدث داخل الجبهة بالقول ''إنه الرئيس الشرفي وقانونا لا يمكنه التدخل في الأزمة''.