هيمنت المواضيع المتعلقة بدفع الفدية للإرهابيين، وتداول السلاح خارج حدود ليبيا على محادثات أعضاء مجموعة الاتصال الجزائرية-البريطانية، أثناء اجتماعهم الرابع المنعقد بالجزائر يومي 24 و25 أكتوبر الجاري. وتعهدت لندن بتقديم الرعاية الفنية والاستشارة للجزائريين في أي مجال يخص محاربة الإرهاب. أبدى الجنرال مايجور روبين سيربي، مستشار الوزير الأول البريطاني لشؤون مكافحة الإرهاب، ارتياحا لنتائج عمل مجموعة الاتصال، التي ترأس اجتماعها مناصفة مع كمال رزاق بارة مستشار بالرئاسة مكلف بنفس القضايا التي يشتغل عليها الضابط العسكري البريطاني. وقال سيربي في ندوة صحفية أمس بإقامة السفير البريطاني في الجزائر، إن المملكة المتحدة ''جددت بمناسبة الاجتماع تعهدها بدعم الجزائر سياسيا في إطار محاربة الإرهاب، وقد تناولت محادثاتنا مسائل الأمن والدفاع، وتقديم الخبرة البريطانية في قضايا محددة مثل الكشف التقني عن المتفجرات''. وأضاف بأن ''دعم الجزائر بقوات عسكرية في الحرب التي تشنها على الإرهاب، أمر غير وارد، أما ما هو منتظر فهو تقديم نصائح واستشارات في هذا المجال، وتقديم الدعم السياسي.. إن دور بريطانيا يتمثل في إسناد الكفاءات الجزائرية التي تعمل في ميدان محاربة الإرهاب''، يقصد برامج تكوين الموارد البشرية العسكرية، التي يستفيد منها ضباط الجيش الجزائري في الكليات والمعاهد الحربية البريطانية. وسئل الجنرال سيربي عن الفدية التي تدفع للإرهابيين، كشريان يطيل عمر الإرهاب، فقال إن لندن تنسق مع الجزائر والولايات المتحدة بشكل مكثف، بغرض تطبيق لائحة الأممالمتحدة التي تجرم دفع فدية للجماعات الإرهابية، في حال اختطاف أشخاص. وقد طرح ملف دفع الفدية للجماعات المسلحة، تزامنا مع احتجاز رعيتين إسبانيين ورعية إيطالية تعرضوا للاختطاف في تندوف، ويرجح وجودهم بين أيدي عناصر ''القاعدة'' في مالي. وذكر الجنرال البريطاني أن حكومته تعمل أيضا مع الحكومة المالية في اتجاه منع وصول الفدية إلى ''القاعدة'' في الساحل''. وحول ما إذا كانت باماكو تحمل إرادة سياسية في وقف الوساطة التي تؤديها، عادة'' بين حكومات المختطفين والجماعات الخاطفة، والتي تنتهي في الغالب بدفع فدية، قال روبين سيربي ''ليس لدي شك بخصوص إرادة الماليين الالتزام بمنع دفع الفدية، ودورنا هو دعم هذه الإرادة''. مشيرا إلى أن اجتماع مجموعة الاتصال التي ستعقد دورتها الرابعة بالعاصمة لندن، سمح بتبادل الخبرات وكثير من المعلومات بخصوص ملف الإرهاب ومحاربة القاعدة. وحول المخاوف من تداول السلاح خارج ليبيا، قال سيربي إن بريطانيا ''مثل جميع دول المنطقة قلقة من مشكلة تسرّب الأسلحة الليبية، وسواء بقيت داخل ليبيا أو خرجت منها فهي مصدر تهديد، ولكنني مؤمن بأن الحكومة الانتقالية التي ستتشكل قريبا ستقوم بدورها في معالجة هذا المشكل، أما دورنا في هذا المجال فهو المساعدة على إيجاد حلول للقضاء على التهديدات التي تمثلها الأسلحة''. وأوضح سفير المملكة المتحدة مارتين روبر، أن الجزائر ''حققت نجاحا كبيرا في حربها على الإرهاب، لكن الخطر يتعاظم في منطقة الساحل حيث يذكّرنا بالوضع بأفغانستان، إذ تفلت فضاءات واسعة من المراقبة الأمنية''، مشيرا إلى أن الجزائر ''تلعب مع شركائها دورا محوريا في محاربة الإرهاب بالساحل''.