التزمت المملكة المتحدة بتقديم »دعم تقني« لبلدان منطقة الساحل الصحراوي من أجل مواجهة تنامي تهديدات الجماعات الإرهابية، وقال مستشار الوزير الأول البريطاني، اللواء »روبين سيربي« إن عبء هذه التهديدات »يستوجب أعمالا تشاورية«، لافتا في الوقت نفسه إلى »دور الجزائر الهام« في هذه المسألة خاصة ما تعلّق منها بوضع حدّ لظاهرة تهريب الأسلحة. جدّدت المملكة المتحدة تأكيدها على لسان اللواء »روبين سيربي«، مستشار الوزير الأول البريطاني لمكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا والساحل، على »دور الجزائر الهام« في مكافحة هذا التهديد في الفضاء الساحل الصحراوي، حيث اعتبر الخبرة التي اكتسبتها بلادنا في هذا المجال بمثابة عامل سيساعد على دفع هذه الظاهرة ومحاربتها بكل فعالية. وكان اللواء »سيربي« قد ترأس إلى جانب كمال رزاق بارة، المستشار لدى رئيس الجمهورية ومنسق المجموعة الوزارية المشتركة المكلفة بالعمل الخارجي في مجال مكافحة الإرهاب، الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الثنائية الجزائرية-البريطانية للتعاون في مكافحة الإرهاب ومسائل الأمن ذات الصلة المنعقدة يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الحالي بالجزائر. وعلى هذا الأساس أوضح اللواء »روبين سيربي« الذي وصف الاجتماع ب »الخطوة الهامة« في العلاقات الجزائرية-البريطانية، أنه أجرى محادثات »جد بناءة« مع رزاق بارة، مع الإشارة إلى وجود ما وصفه ب »التطابق التام« بين وجهات النظر حول مجمل القضايا التي تمّ التطرق إليها. وبرأي المسؤول العسكري البريطاني الذي كان يتحدّث أمس خلال ندوة صحفية بإقامة السفير البريطاني بالجزائر، فإن »الاجتماع الثالث هذا سمح للطرفين بتبادل التحاليل والمعلومات حول تقدم مكافحة الإرهاب في كلا البلدين وتداعياته على المحيط الإقليمي والدولي خصوصا على ضوء التطورات الأخيرة المسجلة في ليبيا«. وبعد التأكيد على التزام المملكة المتحدة بمساعدة بلدان منطقة الساحل لتمكينها من تدعيم قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب، لاحظ اللواء »روبين سيربي« أن عبء التهديد الذي يُخيّم على المنطقة يقتضي »أعمالا تشاورية«. كما لم يُخف المستشار البريطاني انشغال المملكة المتحدة من هذا الجانب، وقال إن بلاده »تتقاسم انشغالات الجزائر فيما يخص انتشار الأسلحة بشتى أنواعها وتنقل عناصر مسلحة تفلت من المراقبة تشكل تهديدا على أمن وسلام شبه المنطقة«. وتابع المسؤول البريطاني حديثه في ردّه على أسئلة الصحفيين قائلا: »إننا كما هو الشأن بالنسبة لبلدان الساحل منشغلين إزاء التداول غير المراقب للأسلحة الأمر الذي يهدّد استقرار المنطقة برمتها«، مما دفعه إلى التأكيد باهتمام بالغ على أنه »ويتعيّن علينا العمل سويا لمعرفة مصدر هذه الأسلحة للتوصل إلى تدميرها«. وعليه فإن اللواء »روبين سيربي« رافع من أجل تحقيق »تعاون ثنائي وإقليمي أكثر كثافة« بهدف القضاء على هذا التهديد، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة قادرة على مساعدة بلدان المنطقة من خلال خبرتها بتقديم مساعدة تقنية »أكبر حجما«. وفيما يتصل بمنع دفع الفديات للجماعات الإرهابية عند احتجاز الرهائن كانت إجابة »روبين سيربي« كانت متوافقة مع موقف الجزائر، حيث أكد أنه يساند توسيع توافق دولي حول هذه المسألة، موضحا أن المملكة المتحدة »تعمل على مستوى منظمة الأممالمتحدة من أجل تطبيق اللائحة المتضمنة منع دفع الفديات للإرهابيين«.