أرجع المؤرخ، محمد عباس، أسباب تأجيل موعد اندلاع الثورة التحريرية إلى 1 نوفمبر 1954 إلى جملة من المعطيات، يتصدّرها التسريب غير المتعمد للأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، علاّل الفاسي، لموعد 15 أوت 1954 الذي خططت له مجموعة ال.22 وقال محمد عباس، خلال محاضرة ألقاها أمس بمقر جريدة ''المجاهد'' بالعاصمة، إن مجموعة ال22 تلقت صعوبات عديدة قبيل الإعلان الرسمي عن اندلاع الثورة التحريرية، منها فشلها في امتصاص الخلاف الذي كان قائما، آنذاك، ما بين المصاليين والمركزيين، الذين عارضوا بشدة فكرة تحويل النضال السياسي إلى النضال المسلح. إضافة إلى انحياز بعض قادة الغرب الجزائري ومنطقة جرجرة لزعيم حزب الشعب مصالي الحاج، والانسحاب المفاجئ لبعض قادة قسنطينة، وكذا المشاكل الدائرة في الجنوب الجزائري، ناهيك عن الأسلحة التي خبّأها بعض المناضلين لإجهاض مساعي مجموعة ال22 التي أيقنت ضرورة اللجوء إلى شراء السلاح، بعد أن بات النضال السياسي لا يجدي نفعا مع القوات الفرنسية. وأضاف المتحدث أن الطليعة المسلحة راحت تجسّ نبض الجامعة العربية حيال إمكانية مساعدتها وكسب حلفاء لها في الثورة، ما جعل لمين دباغين سنة 1948 يطرح الفكرة على الأمين العام للجامعة العربية، عبد الرحمن عزام، الذي قال له: ''لا نستطيع تقديم شيء حاليًا، لأن الجيوش العربية خرجت مهزومة. ولكن، ما يمكن تقديمه هو الدعم المالي من أجل شراء أسلحة لكم ولنا''، في إشارة منه إلى عدم جاهزية البعد العربي لمساعدة الثورة الجزائرية. من جهة أخرى، أشاد محمد عباس، خلال المحاضرة التي نظمتها جمعية ''مشعل الشهيد'' تزامنا مع الذكرى ال57 لاندلاع الثورة التحريرية، بالدعم المعنوي الذي تلقته بقايا من المنظمة الخاصة في ربيع 1952 من طرف تونس والمغرب، كونه شجّع الثوار الجزائريين لتفجير الثورة التي تمخّضت عن اجتماع ال22 في 25 جوان .1954