تعرض 40 جزائريا، مقرر سفرهم إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، إلى عملية نصب واحتيال من قبل وكالة سياحية تسمى''نوريه''، حيث وجدوا أنفسهم، أمس، دون تذاكر سفر، فيما اختفى صاحب هذه الوكالة عن الأنظار، بعد ما جمع منهم أزيد من مليار و600 مليون سنتيم. سادت، أمس، حالة من الفوضى داخل بهو مطار هواري بومدين الدولي، بحثا عن صاحب الوكالة الذي ضرب موعدا لهؤلاء لتسليمهم التذاكر السفر، وترتيب إجراء السفر إلى البقاع المقدسة لكنه لم يوجد له أثر، فيما كاد البعض أن يفقد صوابه، بعدما تبين أن وزارة السياحة قد سحبت من ذات الوكالة الاعتماد قبل سنتين. هذا الوضع دفع المعنيين إلى الدخول في سباق مع الزمن والاتصال بذويهم بغرض القدوم على جناح السرعة إلى مطار هواري بومدين، ومعهم مبلغ من المال لشراء تذاكر السفر باتجاه مدينة جدة، وشجعهم في ذلك مكتب شركة مصر للطيران الذي تعهد بمساعدة هؤلاء إلى السفر إلى البقاع المقدسة، وأدائهم الركن الخامس في الإسلام، وحجز مقاعد لهم في الرحلة المتجهة إلى جدة عبر القاهرة، في حدود الواحدة من زوال أمس. ويروي هؤلاء ل''الخبر''، في بهو المطار، أن صاحب الوكالة أخد عن كل واحد منهم ما بين 45 و50 مليون سنتيم، باحتساب تأشيرة الحج، ''مقابل التكفل بهم بصفتهم حجاج أحرار''، وضرب لهؤلاء موعدا للقاء بهم في المطار، نهار أمس، لتسليمهم التذاكر، وكان قد طلب منهم القدوم إلى العاصمة يوما واحدا قبل سفرهم إلى البقاع المقدسة، وقد أجر لهم غرفا للمبيت في فندق المطار، لكن مع الصباح الباكر بدأ هؤلاء يبحثون عن صاحب هذه الوكالة، التي تملك مكاتب في كل من سطيف والمسيلة والعاصمة، لاستكمال ترتيب سفرهم إلى البقاع المقدسة، لكنه لم يظهر له أي أثر، فما كان عليهم سوى الاتصال بذويهم لإنقاذ الموقف والسفر بأي طريقة إلى جدة، وقد تمكن بعد جهد جهيد 19 شخصا من التوجه إلى جدة، بينما عاد آخرون، من بينهم نساء إلى ولاياتهم غاضبين، ومتوعدين صاحب الوكالة بالمتابعة القضائية وإيداع شكوى ضده في مراكز الشرطة بتهمة النصب والاحتيال.