تتوافد هذه الأيام أفواج الحجاج الجزائريين على المدينةالمنورة للقيام بزيارات للأماكن المقدسة التي تزخر بها مدينة الرسول الكريم، بعد أن أنهوا مناسك الحج بمكةالمكرمة والمشاعر، كمرحلة أخيرة قبل العودة إلى أرض الوطن، وفق برنامج الرحلات الذي أعدته الجوية الجزائرية وشركات طيران أخرى. يجمع الحجاج ومسؤولو الوكالات السياحية المعتمدة، ممن التقتهم ''الخبر'' أمس، بالمدينةالمنورة، على أن ظروف الإقامة في هذه المدينة الهادئة أحسن بكثير مما هي عليه بمكةالمكرمة، وأوضحوا أن الفنادق التي يقيمون فيها تتوفر حقيقة على شروط النظافة والراحة، إضافة إلى قربها من الحرم المدني، حيث وصف البعض منهم الإقامة بالمدينة ب''فترة الاستجمام'' بعد مشقة المناسك في كل من المشاعر ومكةالمكرمة. غير أن الحجاج الذين عبروا عن ارتياحهم لظروف الإقامة، سجلوا في نفس الوقت استياءهم من وسائل النقل التي تكفلت بنقلهم من مكة إلى المدينة على مسافة 470 كلم، حيث اعتبر البعض من كبار السن أنها كانت رحلات شاقة لسببين على الأقل، أولهما طول المسافة وارتفاع درجة الحرارة، وثانيهما اهتراء بعض الحافلات وتعطل البعض منها وسط الطريق، يضاف لذلك طول مدة الانتظار وفي محطة تفويج الحجاج وما يتبع ذلك من إجراءات أمنية وتنظيمية يمكن إدراجها في ''خانة البيروقراطية''. ويطالب هؤلاء الحجاج بضرورة إعادة النظر مستقبلا في طريقة إبرام العقود مع شركات النقل التي ينبغي أن ''توفر حافلات مريحة وأن تحترم مواقيت الإقلاع''، فيما يرى آخرون أنه يتعيّن على الحكومة أن تعيد النظر في القوانين المنظمة للحج لأن التجربة - على حد تعبيرهم - أثبتت أن ''كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة يظلون النقطة السوداء في كل موسم حج على اعتبار أن الأغلبية منهم يقضون مدة الحج في المستشفيات بدل أدائهم المناسك''. من جهة أخرى، رافقت ''الخبر'' مسؤول البعثة الطبية في المدينةالمنورة الدكتور بوسيف خلال تفقده للمرضى من الحجاج الجزائريين في المستشفيات السعودية، أين يقبع 3 حجاج أجريت لواحد منهم عملية جراحية على المخ لإصابته بالسرطان، والثاني لتعرضه لكسر على مستوى الركبة، والثالث لإصابته بالتهاب حاد على مستوى الساق. وأكد الدكتور بوسيف أن إجراءات ترحيل هؤلاء الحجاج جاهزة وسيتم نقلهم بمجرد تحسن حالاتهم الصحية. يذكر أنه بموازاة توافد الحجاج على المدينة تتواصل عملية مغادرتهم للبقاع المقدسة يوميا بمطار جدةوالمدينة باتجاه مختلف المطارات الجزائرية، على أن تكون آخر رحلة حسب البرنامج المسطر في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الداخل.