استبعد الخبير الدولي والمستشار السابق لمجمع سوناطراك، الدكتور مراد برور، تشكيل منظمة أو كارتل للدول المنتجة والمصدّرة للغاز على شاكلة منظمة ''أوبك'' للبترول. مشيرا بأن سوق الغاز عرف انتعاشا في الطلب، لكنه يعرف أيضا تطبيق سياسات قطرية للدول المصدرة الكبرى وتنافسا غير معلن على الأسواق خاصة الأوروبية منها. وأوضح مراد برور في تصريح ل''الخبر'' أن لقاء القمة في قطر اليوم لا يمكن أن تخرج منه قرارات حاسمة أو توجه لتشكيل كارتل شبيه بمنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' ولكنه سيظل إطارا للتشاور وتبادل المعطيات والمعلومات حول تطورات سوق الغاز. في نفس السياق، أشار برور ''بين القمة الأخيرة في الجزائر وقمة الدوحة، هناك عامل مهم هو انتعاش الطلب العالمي على الغاز. فمع لقاء الجزائر كان هناك فائض يقدر ب 100 مليار متر مكعب وكان يسوّق على المدى القصير في الأسواق الحرة ''سبوت''، فالطلب ارتفع في أوروبا مثلا ب 7,7 بالمائة وتجاوز بكثير مستوى سنة 2008 لذلك لسنا في نفس الوضع الذي كنا عليه سابقا''. ولاحظ الخبير الدولي ''سوق الغاز ليس سوق سوائل وهو سوق جهوي أي أن هناك سوق أمريكي وآخر آسيوي وثالث أوروبي، وهو الذي يهم الجزائر بدرجة كبيرة. والسوق الأوروبي سيعرف نموا في الطلب. موازاة مع ذلك، هناك تطور للغاز الطبيعي المميع التي سيمثل 25 بالمائة من سوق الغاز وأصبحت قطر أكبر المنتجين له وهي ترغب حاليا في أخذ حصص كبيرة في السوق الأوروبية التي تعتبر أهم سوق لتسويق الغاز الجزائري. فقطر تقوم بإنتاج 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المميّع ولديها قدرات يتعيّن تسويقها، كما أن روسيا قامت بتشغيل أنبوب ''نور ستريم'' بقدرة التصدير الإجمالية للجزائر وتستعد لتشغيل ''ساوتستريم'' التي يزوّد عدد من البلدان من جنوب أوروبا، منها إيطاليا بقدرة 63 مليار متر مكعب في سياق سعي موسكو للتحرر من مساومات دول العبور ''أوكرانيا وروسيا البيضاء'' ولذلك فمن مصلحة روسيا أن تدافع عن العقود طويلة الأجل التي يتم من خلالها تقاسم المخاطر بين المشتري والبائع وفقا لمبدأ التسليم أو الدفع، ولكن روسيا استثمرت أيضا في تسويق الغاز وبالتالي تنشط أيضا في الأسواق الحرة التي تنافس أسعار العقود. ويعتبر السوق الأوروبي مجالا للتنافس بين الدول الرئيسية، روسيا التي تمتلك 23 بالمائة من الحصص مقابل 19 بالمائة للنرويج و10 بالمائة للجزائر و6 بالمائة لقطر وبالتالي فمن مصلحة الجزائر أن تكون حاضرة في المنتدى وأن تبرز خصوصياتها لقربها من أوروبا ولشبكة الأنابيب التي أقامتها.