أكد عبد الملك سراي الخبير الاقتصادي الدولى أن قرار التخفيض الذي سيتخذه أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط في اجتماعهم غدا بوهران لن يكون له التأثير المباشر في ظل الزلزال الاقتصادي الواقع عالميا، كما أنه لن يكون لها -المنظمة- الدور البناء لتعطي استقرارا في سوق البترول العالمي، مشيرا إلى أن أوبك لا تملك خيارات كبيرة أمام أمريكا التي باستطاعتها التأثير على أسعار النفط في إطار السياسة الاقتصادية التي سيعلنها رئيسها الجديد باراك أوباما والتي ستظهر تأثيراتها شهر مارس المقبل، حسب ذات المتحدث. وخلال نزوله ضيفا على حصة ''في الواجهة'' بالقناة الإذاعية الأولى الذي ناقشت موضوع ''وضع أسواق النفط العالمية عشية اجتماع منظمة الأوبك''، أوضح سراي أن اجتماع وهران الذي سيقرر خفضا معتبرا في الإنتاج يشكل انذارا وتحذيرا للمستهلكين، إلا أنه نوه إلى أن القضية ليست متعلقة بالتخفيض وإنما هو اللجوء إلى حلول جديدة في ظل المعطيات العالمية الحالية، خاصة وأن الاستهلاك العالمي للنفط تراجع لأدنى مستوياته منذ ربع قرن، كما تراجعت صادرات الصين والهند بالنظر إلى الركود الاقتصادي العالمي، فلا توجد مؤشرات لتقوية أسعار البترول مباشرة بعد الاجتماع. وفي ذات السياق، توقع الخبير الدولي الاقتصادي أرسلان شيخاوي من خلال مشاركته بالحصة هاتفيا مباشرة من آثينا، أن تاثير قرار الأوبك بتخفيض إنتاجها سيكون ضعيف المفعول على السوق العالمية، لكنه يرتقب من خلال الاجتماع أن يعيد المشاركين ضبط أمورهم لبناء نظرة مشتركة قوية من خلال إعادة هيكلة المنظمة، وهذا لتقوية قراراتها المستقبلية في ظل الاقتصاد المعولم الجديد. وبعدما أشار إلى أن أسعار النفط تتحكم فيها عدة عوامل لا سيما منها السياسية والجيوسياسيسة، فضلا عن المضاربة وميكانيزمات السوق، نتج عنها أزمة اقتصادية كان سببها أزمة الثقة، التي لن تكون ظرفية، وسينتقل الاقتصاد خلالها إلى مرحلة جديدة، وكل هذه المعطيات أدت إلى ظهور أسعار وهمية للنفط، بنت على أساسها معظم الدول سياستها الاقتصادية. وفيما يتعلق بمشاركة روسيا في اجتماع الغد، أوضح شيخاوي أن روسيا تريد أن تلعب دورا جديدا في اقتصاد العالم، لذلك وجدت إطارا تستطيع البروز فيه داخل هذه المنطمة عن طريق الحوار، فبمشاركتها في هذا الاجتماع ستبين روسيا للدول العظمى أنها قابلة لإجراء هذا الحوار مع دول المنظمة، كما أبرز سراي من جهته أن مشاركة روسيا في الاجتماع يعتبر قضية تجارية بحتة، وهذه الخطوة تمثل رؤية جديدة لإعادة بناء استراتيجيتها المتعلقة بالبترول والغاز، فانظمام روسيا إلى المنظمة سيمثل قوة لهذه الأخيرة، إلا أنها في نفس الوقت تريد أن تأخذ بدخولها الأوبك دعما من هذه الأخيرة لدفع سياستها للغاز وإنشاء كارتل له. وأوضح الخبير سراي أن انظمام هذه الدولة العظمى إلى المنظمة سيخلق ردود أفعال قوية على المستوى العالمي، لاسيما منها الأوروبية بحكم العلاقات الجيوسياسية والسياسية وتوفرها على أكبر الشركات العالمية المتخصصة في الغاز، مايشكل تهديدا لها من هذا الجانب. أما من الجانب المتعلق بإنشاء كارتل الغاز، فاعتبر شيخاوي إنشاء كارتل للغاز بمثابة فتح جبهة للصراعات بالنسبة للجزائر في الوقت الذي تريد فيه ضبط أمورها داخل منظمة الأوبك، كما بيّن عبد المالك سراي أن بلادنا لا تتوفر على فائدة لوجودها بهذا الكارتل، لأنها مستقرة في وضعية سياسية واقتصادية هادئة، وتتميز بعلاقات اقتصادية جيدة مع متعامليها، إلا أنها في حاجة إلى خبرة وتبادل للآراء فيما يتعلق بالإنتاج، النقل، تحويل التكنولوجيا تحديد أسعار الغاز، مضيفا أن ''كارتل'' يعني خلق صراعات بين المنتجين والمستهلكين، والجزائر ترغب حاليا في بناء علاقات للتواصل وتحسين وضعيتها عبر العالم.