تنطلق بداية من 23 ديسمبر الجاري أشغال منتدى الدول المصدرة للغاز بالعاصمة الروسية موسكو، بمشاركة كبار المنتجين للغاز عبر العالم، على غرار فنزويلا، نيجيريا والجزائر، التي أعلنت مشاركتها بوفد يرأسه شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم، بعدما دعت الحكومة الروسية إلى تأجيله في وقت سابق إلى حين استكمال الدول إعدادها لميثاق المنتدى المزمع الاتفاق عليه في ال 26 من الشهر الجاري. وجاء الإعلان عن تشكيل منتدى للدول المصدرة للغاز عقب محادثات ثلاثية بين روسيا وإيران وقطر الشهر الفارط، والتي توجت بتشكيل توافق بين 15 بلدا منتجا على إنشاء كارتل يدعم الحوار ما بين المنتجين، وهو ما لاقى انتقادا واسعا من الدول المصنعة على أساس أن التكتل الجديد سيعمل على الإضرار بمصالح مستهلكي الغاز عبر العالم. وكان شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم قد أكد في تصريحات صحفية لدى إعلانه مشاركة الجزائر في منتدى موسكو أن مسألة إنشاء منظمة للغاز على شاكلة الأوبك لا تخدم مصلحة البلدان المنتجة للغاز، لأن ذلك قد يحث البلدان المستهلكة لاسيما الأوروبية منها على اللجوء أكثر فأكثر إلى موارد بديلة، نافيا أن يتم إنشاء منظمة للبلدان المنتجة والمصدرة للغاز على شاكلة الأوبك، على اعتبار أن منظمة مماثلة للغاز لا يمكنها التحكم لا في الكميات المصدرة ولا في الأسعار، بالنظر إلى كون عقود الغاز عقود طويلة الأمد. واعتبر خليل أن منتدى موسكو يعد لقاء لتبادل التجارب وتعزيز العلاقات التجارية، إلى جانب تطوير مشاريع الشراكة بين البلدان المنتجة والمصدرة للغاز، مضيفا أنه سيتم خلاله دراسة السوق والمسائل الأخرى المتعلقة بصناعة الغاز، فيما أشار إلى أهمية المنتدى من حيث أن أعضاءه يقومون بمشاريع مشتركة لكنهم لا يشكلون مجموعة تشرف على مراقبة أسعار وأحجام الغاز كما هو الشأن بالنسبة لمنظمة الأوبك. وفي هذا الإطار، صرح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا أن مخاوف بعض الدول من إمكانية إنشاء كارتل للغاز لا أساس لها، موضحا أن بعض الدول المستهلكة لموارد الطاقة لديها شكوك ليس لها أي أساس، بالنظر إلى أن الهدف من التكتل لا يعدو مجرد تنسيق للتحركات وتتبادل للمعلومات بالشكل الذي يضمن إمداد السوق العالمية بالمحروقات.