انتقل جمال كدّو، اللاعب الدولي سابقا للمنتخب الجزائري لكرة القدم، إلى جوار ربّه صباح أمس، بعد صراع طويل مع المرض. كدّو، المدافع الأسطورة القوي، صمد أمام المرض ورحل في صمت، وهو الذي يعتبر أحد أقوى المدافعين الجزائريين، وأسطورة كروية، وعرف عنه ''صموده'' كلاعب و''هدوؤه'' كشخص، وخصاله الحميدة التي جعلته يكسب قلوب الجميع، ويبكي الكبير والصغير، أمام منزله بحي الينابيع في العاصمة لتقديم التعازي لعائلة رجل ''كبير'' ومعلم رياضي بشهادة الجميع لم يعد اليوم من عالمنا بعدما رحل في صمت. وكان المدافع سابقا لاتحاد العاصمة قد نقل في الأسابيع الأخيرة إلى أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس للعلاج، وتكفّلت به مصالح الضمان الاجتماعي، قبل أن يعود إلى الجزائر يوم 29 أكتوبر الماضي، لكن حالته الصحية تدهورت أكثر في الأيام الأخيرة، ما استدعى إدخاله، الأحد الماضي، إلى مستشفى خاص بالشرافة. وقضى الفقيد ال24 ساعة الأخيرة قبل وفاته في غرفة الإنعاش، حيث زادت حالته الصحية سوءا إلى أن فارق الحياة. وكان كدو (59 سنة) وفيا لنادي اتحاد العاصمة الذي حمل ألوانه طيلة مشواره الكروي، كما حمل ألوان المنتخب الجزائري في 31 مباراة، أحرز خلالها على هدفين اثنين، ومن بين إنجازاته مع ''الخضر''، حصوله على الميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي نظمت في الجزائر عام 1975، تحت قيادة المدرب رشيد مخلوفي. وبعد نهاية مشواره كلاعب، تحول كدو إلى ميدان التدريب، حيث أشرف على عدة فرق عاصمية، من بينها فريقه الأول اتحاد العاصمة الذي فاز معه بلقب كأس الجزائر عام 1988، وهو ذات اللقب الذي حاز عليه عندما كان لاعبا مع نادي ''سوسطارة'' عام .1981 كما درب اتحاد الأبيار ونجم بن عكنون. وتولى لفترة وجيزة منصب عضو الطاقم الفني للمنتخب الوطني الأول رفقة عبد الحميد كرمالي ومعطا الله. وحمل كدو ألوان ''الخضر'' لأول مرة يوم 4 جويلية 1979، في مقابلة لعبها المنتخب الجزائري أمام منتخب يمثل الاتحاد السوفياتي (سابقا)، فيما حمل ألوان الفريق الوطني في آخر مقابلة له مع ''الخضر''، عام 1981 في مقابلة جمعت الفريق الوطني مع منتخب أوكرانيا بالجزائر. وستقام صلاة الجنازة اليوم بمسجد ''الجامع الكبير'' حيث كان يؤدي المرحوم صلواته، وسيوارى التراب بمقبرة القطّار.
قالوا عن المرحوم
حسان كدّو (الشقيق الأكبر للمرحوم) ''جمال يحبّه الجميع ولم تتحقق أمنيته في أداء مناسك الحج'' تمالك حسان كدّو، الشقيق الأكبر لجمال، حين تحدّث عن رحيل شقيقه، وتحلى بالصبر في مصابه الجلل، وهو يتلقى التعازي من رفاق وأصدقاء شقيقه. وقال حسان ''تعرفون المرحوم جمال بأنه شخص متخلق ورائع وله قلب كبير، كان يحبّ كرة القدم والرياضة عامة، والجميع يحبّه، وكان أيضا شخصا محبّا لكرة القدم ومنقسما في حياته الخاصة بين عائلته وأداء صلواته في المسجد''. وأضاف المتحدث ''كان جمال يتمنّى أن يؤدّي يوما فريضة الحج، غير أن المنية وافته قبل أن تتحقق أمنيته.. أدعو له بالرحمة والمغفرة''. عبد العزيز صفصافي ''لا يمكن أن أنسى جمال الرجل'' بعيون تغمرها الدموع، صرح اللاّعب سابقا لرائد القبة عبد العزيز صفصافي بأن رحيل جمال كدّو يعتبر خسارة كبيرة لكرة القدم الجزائرية. وقال صفصافي ''ما عساني أقول، لقد فقدت صديقا غاليا، لقد كان جمال مثالا فوق الميدان وخارجه، لقد كان لاعبا فوق العادة، وكان متفوّقا جدا، وله إنجازات مع فريقه والمنتخب الوطني، منها الألعاب المتوسطية، كما أنه شخص رائع ومتخلّق.. ربي يرحموا..'' بلال دزيري ''كنت أتمنى أن أعمل معه لفترة أطول'' قال بلال دزيري بأن القدر لم يكتب له أن يعمل مع جمال كدّو في اتحاد الجزائر لفترة طويلة. وأشار دزيري ''حين ترى كل هذا الحشد أمام منزل المرحوم، تدرك بأن جمال كان شخصا رائعا للغاية، ولقد عرفته في اتحاد الجزائر السنة الماضية، ولم أنتم إلى الجيل الذي لعب معه أو تدرّب على يده، لكن ما عرفت عنه وهو يشرف على الشبان، بأنه رجل يملك خصالا حميدة، وهو يحبّ اتحاد الجزائر وكرة القدم، لقد فقدنا رجلا كبيرا..'' رابح سعدان ''كدّو إنسان مثالي'' أثنى رابح سعدان المدرّب الوطني الأسبق على المرحوم كدّو، ووصفه بالرجل المثالي. وقال سعدان ''أعرف جمال جيدا، وجمعتنا كرة القدم، لقد كان لاعبا كبيرا فاق جيله من حيث القدرات، وبقي شخصا مثاليا في حياته وفي علاقاته.. رحيله خسارة كبيرة''. وأضاف ''علينا أن ندعو له بالرحمة وبالصبر لعائلته''. نور الدين نفازي ''رحيل جمال خسارة للكرة الجزائرية'' اعتبر نور الدين نفازي بأن وفاة جمال كدّو هي خسارة كبيرة لكرة الجزائرية. وقال نفازي ''التقينا فوق الميدان حين كنت لاعبا في شباب بلوزداد، وكان لاعبا في اتحاد الجزائر، عرفت عنه خصاله الحميدة، ووقفت على قدرات لاعب متميز ومدرّب كبير وإنسان رائع، لقد فقدنا معلما لم نحسن استغلاله، والكرة الجزائرية خسرت كثيرا برحيله''.
بوزيد محيوز ''قضيت معه 40 عاما ورحيله خسارة كبيرة'' اعتبر بوزيد محيوز اللاّعب سابقا لمولودية الجزائر، أن رحيل جمال كدّو سيترك له فراغا كبيرا ''فقد كنت أسكن معه في نفس الحي بالينابيع، وغادرت قبل أربع سنوات، غير أننا كنا نلتقي تقريبا كل يوم''. وأضاف المتحدث بأنه عاش مع كدّو لنحو أربعين عاما، ليضيف ''لقد ترك جمال بصماته كلاعب وكمدرّب، وكان له وزن في المنتخب الوطني ومواقف أيضا، وكان من أفضل اللاّعبين، وحمل ألوان المنتخب لأكثر من 100 مرة.. ربي يرحموا..